للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مولانا، الأفضل لا يجري مجرى أمير المؤمنين. وحمل إليه من الثياب الفاخرة برسم جهاته ماله قيمة جليلة.

وفي شوال بلغ المأمون أن جزيرة قويسنا ومنية زفتى ليس فيهما جامع، فتقدم إلى بعض خواصه وخلع عليه، فسار وبنى جامعا على شاطىء النيل بمنية زفتى، وقرر فيه خطيباً وإماماً ومؤذنين، وفرش، وأطلق برسمه نظير ما للجوامع.

وفيه وصل الفقيه أبو بكر محمد بن محمد الفهري الطرطوشي من الإسكندرية بالكتاب الذي حمله: سراج الملوك، فأكرمه وأمر بإنزاله في المجلس المهيأ للإخوة، وتقدم برفع أدوية الكتاب وأوطئة الحساب وسلام الأمراء، وعمل السماط، وسارع إلى البادهنج، واستدعى بالفقيه. فلما شاهده وقف، ونزل عن المرتبة، وجلس بين يديه؛ ثم انصرف، ومعه أخو المأمون، إلى مكان أعد له، وحمل إليه ما يحتاج له وأمر مشارف الجوالي أن يحمل له في كل يوم خمسة دنانير بمقتضى توقيع مقتضب، فامتنع الفقيه وأبي أن يقبل غير الدينارين اللذين كانا له في الأيام الأفضلية. وصار المأمون يستدعيه في يومي راحته، ويبالغ في كرامته، ويقضي شفاعاته.

وكان السبب في حضوره أنه تكلم في الأيام الأفضلية في أمور المواريث وما يأخذه أمناء الحكم من أموال الأيتام، وهو ربع العشر، وأمر توريث الابنة النصف،

<<  <  ج: ص:  >  >>