الدول، المحامي عن حوزة الدين، وناشر جناح العدل على المسلمين، الأقربين والأبعدين، ناصر إمام الحق في حالي غيبته وحضوره، والقائم في نصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاته المؤمنين إلى واضح بيانه وإرشاده، مولى النعم، رافع الجور عن الأمم، مالك فضيلتي السيف والقلم؛ أبو علي أحمد بن السيد الأجل الأفضل أبي القاسم شاهنشاه أمير الجيوش.
وكانت مدة تحكه سنة وشهراً وعشرة أيام؛ ثم حمل بعد قتله ودفن بتربة أمير الجيوش، ظاهر باب النصر.
وخلع على السعيد أبي الفتح يانس الأرمني، صاحب الباب، خلع الوزارة؛ وكان من غلمان الأفضل بن أمير الجيوش العقلاء، وله هيبة، وعنده تماسك في الأمور وحفظ للقوانين. فهدأت الدهماء وصلحت الأحوال؛ واستقرت الخلافة للحافظ؛ وحمل جميع ما كان قد نقل إلى دار الوزارة من الأموال والآلات وأعيد إلى القصر.
ولم يحدث يانس شيئا؛ إلا أنه تخوف من صبيان الخاص، وحدثته نفسه أنهم قد جسروا على الملوك، وأنه ربما غضبوا منه ففعلوا به ما فعلوه بغيره؛ وأحسوا منه بذلك فتفرقوا عنه.
فلما تأكدت الوحشة بينهم وبينه ركب في خاصته وغلمانه وأركب العسكر، والتقوا قبالة باب التبانين بين القصرين، فقتل ما يزيد عن ثلثمائة فارس من أعيانهم، فيهم قتلة أبي علي أحمد بن الأفضل. وكانوا نحو خمسمائة فارس، فكسر شوكتهم وأضعفهم فلم يبق منهم من يؤبه له ولا يعتد به، فقوي أمر يانس وعظم شأنه.
وكانت له في النفوس مكانة، فثقل على الحافظ وتخيل منه، فأحس بذلك، وصار