للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال في اسم أمه ست الكمال، ويقال إحسان. ولد يوم الجمعة حادي عشر المحرم، وقيل لتسع بقين من المحرم، سنة أربع وأربعين وخمسمائة؛ وبويع له عند قتل أبيه يوم الخميس سلخ المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وعمره يومئذ خمس سنين وعشرون يوما وكان من خبره أنه ما قتل نصر بن عباس الخليفة الظافر في ليلة الخميس أصبح الوزير عباس متوجهاً إلى القصر في يوم الخميس على العادة، فلما صار إلى مقطع الوزارة وطال جلوسه والخليفة لم يجلس استدعى زمام القصر مفلحاً وقال له: إن كان مولانا ما يشغله عنا في هذا اليوم عدنا إليه في الغد. فمضى الزمام وهو حائر لا يدري ما يعمل وأعلم أخوي الظافر، يوسف وجبريل، وكانا رجلين وأحدهما مكتهل، فأخبرهما بالقصة، ولم يكن عندهما من خروج أخيهما إلى دار نصر بن عباس خبر ولا علما إلا في تلك الساعة؛ فلم يشكا حينئذ أنه قتل، وقالا للزمام: هبك اعتذرت اليوم هل يتم لك هذا مع الزمان؟ فقال: فما تأمراني؟ فقالا: اصدقه وحاققه. فعاد إليه وقال: ثم سر ألقيه إليك بحضور الأمراء الأستاذين. فقال: ما ثم إلا الجهر. فقال: إن الخليفة خرج البارحة لزيارة ولد لك فلم يعد بغير العادة. فقال: تكذب يا عبد السوء، وإنما أنت مبايع أخويه يوسف وجبريل اللذين حسداه على الخلافة واغتالاه فاتفقتم على هذا القول. فقال: معاذ الله. قال: فأين هما؟ فخرجا إليه ومعهما ابن عم لهما يقال له أبو التقى صالح بن حسن بن عبد المجيد ابن محمد بن المستنصر، فقال: حضرا. فقال لهما: أين الخليفة؟ فقال الثلاثة: هو بحيث يعلم ابنك ناصر الدين، قال: لا، وإنما أنتما قتلتماه حسداً له. قالا: هذا بهتان

<<  <  ج: ص:  >  >>