للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد بعسقلان فى المحرّم سنة سبع، وقيل سنة ثمان، وستين وأربعمائة لمّا أخرج المستنصر ابنه أبا القاسم مع بقيّة أولاده فى أيّام الشدة؛ فكان يقال له الأمير عبد المجيد العسقلانى، ابن عمّ مولانا.

ولمّا قتل النّزاريّة الآمر كان كبار غلمانه العادل بزغش وهزار الملوك جوامرد، وينعت بالأفضل، فعمدا إلى الأمير أبى الميميون عبد المجيد، وكان أكبر الجماعة الأقارب سنّا، وقالا: إن الخليفة المنتقل قال قبل وفاته بأسبوع عن نفسه: «المسكين المقتول بالسّكّين؛ وأشار إلى أن الجهة الفلانية حامل منه، وأنّه رأى رؤيا تدلّ أنّها ستلد ولدا ذكرا وهو الخليفة من بعده وأن كفالته للأمير عبد المجيد أبى الميمون. فجلس المذكور كفيلا، ونعت بالحافظ لدين الله، فى يوم الثلاثاء رابع ذى القعدة (١) سنة أربع وعشرين وخمسمائة، يوم قتل الآمر بأحكام الله؛ وتقرّر أن يكون هزار الملوك وزيرا، وأن يكون الأمير السعيد (أبو الفتح (٢) يانس (الحافظى (٢)، متولّى الباب إسفهسلارا. وقرئ سجلّ فى الإيوان بهذا التّقرير والحافظ فى الشّباك جالس؛ تولّى قراءته قاضى القضاة ابن ميسّر على كرسىّ نصب له أمام الحافظ، بحضور أرباب الدّولة.

وخلع على هزار الملوك خلع الوزارة، وقد اجتمع فى «بين القصرين» خمسة آلاف فارس وراجل، وفيهم رضوان بن ولخشى، أحد الأمراء المميّزين أرباب الشجاعة، وهو رأس


(١) يحدد النويرى تاريخ البيعة بيوم الثلاثاء لليلتين خلتا من ذى القعدة.
(٢) زيد ما بين القوسين فى الموضعين استعانة بما جاء فى النجوم الزاهرة: ٢٤٠:٥. وهو رومى الأصل من مماليك الأفضل بن بدر الجمالى وإليه تنسب حارة اليانسية التى كانت تقع خارج باب زويلة الكبير، وتعرف اليوم باسم درب الأنسية. يقول القلقشندى: وكان يانس يلقب بأمير الجيوش سيف الإسلام، ويعرف بيانس الفاصد لأنه فصد حسن بن الحافظ، وتركه محلول الفصادة حتى مات. واليانسية جماعة كانوا فى زمن العزيز بالله، ومنهم يانس الصقلى؛ وهناك أيضا يانس العزيزى، ونسبة هذه الحارة محتملة لأن تكون لكل منهم. انظر: المواعظ والاعتبار: ١٦:٢ - ١٧؛ صبح الأعشى: ٣؛ ٣٥٩، نهاية الأرب: ٢٨.