منك لأن بيعة أخينا في أعناقنا وهؤلاء الأمراء الحاضرون يعلمون ذلك، وإننا لفي طاعته بوصية أبينا. فكذبهما، وأمر غلمانه يقتلونهم، الثلاثة.
وكان في القصر ألف سيف مجردة، فشوهد أمر قبيح لم ير أشنع منه لما جرى فيه من البغي الذي ينكره الله تعالى وجميع الخلق.
وقال لزمام القصر: أين ابن مولانا؟ فقال: حاضر. قال: فدلني إلى مكانه. فدخل بنفسه إليه، وكان عند جدته لأمه، فحمله على كتفه وأخرجه للناس قبل أن يرفع القتلى، وبويع بالخلافة، ولقب بالفائز بنصر الله؛ وعمره يومئذ خمس سنين وعشرون يوماً؛ وصار يشاهد القتلى فحصل له فزع واضطراب، وما زال مدة خلافته لم يطب له عيش لأنه كان يصرع كل قليل.