يخاطبه إذ أخذ كفّا من تراب وجعله فى فيه؛ فقال له الحافظ: ما هذا؟ فقال: ما لا ينبغى نقله إلى مولانا، صلوات الله عليه. فغضب عليه، وأمر بإحضار أبيه وأخيه، وكانا معتقلين، فأخرجا؛ وقتل الأخرم وأخاه، وأبوهما ينظر قتلهما، ثم قتل الأب. وأحاط بأموالهم فحصل منهم ما يزيد على عشرين ألف دينار عينا.
فيها مات الشيخ تاج الرئاسة أبو القاسم على بن منجب بن سليمان، المعروف بابن الصيرفى الكاتب، فى يوم الأحد لعشر بقين من صفر؛ ومولده فى يوم السبت الثانى والعشرين من شعبان سنة ثلاث وستّين وأربعمائة. وكان أبوه صيرفيا وجدّه كاتبا؛ وأخذ صناعة التّرسّل عن ثقة الملك أبى العلاء صاعد بن مفرّج؛ وتنقّل حتى صار صاحب ديوان الجيش.
ثم انتقل معه إلى ديوان الإنشاء (١). ومات الشريف سناء الملك أبو محمد الزّيدى الحسينى؛ ثم تفرّد بالديوان فصار فيه بمفرده. وله الإنشاء البديع والشعر الرائع، والتّصانيف المفيدة فى التاريخ والأدب.
(١) وكان مولده فى شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة؛ وقيل إنه توفى بعد سنة خمسين وخمسمائة. عمل فى ديوان الجيش مع ناظره صاعد بن مفرج، واشتغل بكتابة الخراج مدة، ثم فى ديوان المكاتبات زمن الوزير الأفضل بن بدر الجمالى، وهو الذى كتب سجل إعلان وفاة المستعلى بالله وخلافة الآمر بأحكام الله، وتولى ديوان الإنشاء بعد وفاة ابن أبى أسامة، ولقب بتاج الرئاسة، وبقى فيه حتى توفى فى هذه السنة. ومن مؤلفاته كتاب الإشارة إلى من نال الوزارة الذى ترجم فيه لوزراء الفاطميين إلى أيام الآمر بأحكام الله. معجم الأدباء: ٧٩:١٥ - ٨١.