(٢) أسرة الزيريين أصحاب إفريقية والمغرب الأوسط، وكانت حاضرتهم فى معظم أيامهم بمدينة القيروان، امتد حكمهم بين سنتى ٣٦١ - ٥٤٣ (٩٧٢ - ١١٤٩) أمضوا الفترة الأولى منها حتى سنة ٤١٧ يحكمون باسم الفاطميين، ثم استقلوا بالأمر حتى نهاية الفترة، ثم خضعت بلادهم لروجر الثانى ثم للموحدين؛ واستمروا فى حكمها فترة، بعد زوال استقلالها، نوابا عن روجر الثانى وعن الموحدين. وقد تقدم تفصيل ذلك فى مناسباته، وسيرد باقيه، فى ثنايا هذا الكتاب، انظر أيضا: معجم الأنساب؛ Mohammadan Dynasties (٣) يذكر ابن الأثير أنه كانت هناك مواثيق بين روجر والحسن بن على بن يحيى بن باديس، وأن الأسطول أراد أن يباغت المهدية ليلا، فأسر مركبا إسلاميا بها عدد من الحمام المستخدم للمراسلات فأرسله محملا برسائل تخبر بمسير الأسطول الصقلى إلى القسطنطينية، وذلك للتضليل، فهبت ريح شديدة عطلت الأسطول فلم يصل المهدية إلا نهارا، فأرسل قائد الأسطول إلى الحسن يؤمن جانبه استنادا إلى المعاهدات والمواثيق، ويذكر أنه أراد أن يقتص لوالى مدينة قابس المطرود ويريد عوده إليها، وتظاهر بأنه يستمد الحسن عسكريا ليعينه فى ذلك، لكن الحسن أدرك الخطر وأحس بالخديعة، وأدرك كذلك عجز عن المقاومة، فدعا الناس إلى الرحيل عن البلد وكان هو على رأس الراحلين. الكامل: ٤٧:١١ - ٤٩.