للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعزم حسن على المجئ إلى مصر، فقبض عليه يحيى بن العزيز (١)، صاحب بجاية (٢)، ووكل به وبأولاده، وأنزله فى بعض الجزائر، فبقى حتّى ملك عبد المؤمن بن على بجاية فى سنة سبع وأربعين، فأحسن إلى الأمير حسن وأقرّه فى خدمته. فلمّا ملك المهديّة تقدّم إلى نائبه بها أن يقتدى برأى حسن ويرجع إلى قوله.

فكانت عدّة من ملك من بنى باديس بن زيرى بن مناد تسعة، ومدّتهم، من سنة إحدى وستّين وثلاثمائة إلى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، مائة واثنتان وثمانون سنة.

وفيها بعث رجار بن رجار ملك جزيرة صقلية إلى المهديّة أسطوله، مائتين وخمسين من الشّوانى، مع جرجى بن ميخائيل، فجدّ فى حصارها حتى أخذها فى صفر منها (٣)، وملك سوسة (٤) وصفاقس (٥)؛ وملك رجار بونة (٦).


(١) آخر بنى حماد بن بلكين بن زيرى بالمغرب الأوسط، حكموا بين سنتى ٣٩٨ - ٥٤٧ (١٠٠٧ - ١١٥٢)، وقضى الموحدون على دولتهم. توفى يحيى هذا سنة ٥٨٨. معجم الأنساب.
(٢) مرسى ومدينة، وأهميتها ترجع إلى مينائها الرئيسى، وبالقرب منها منازل كتامة الذين نزل بينهم أبو عبد الله الشيعى، داعية الفاطميين، فى مرحلة التمهيد لإعلان الخلافة الفاطمية. المغرب للبكرى: ٨٢؛ معجم البلدان: ٦٢:٢.
(٣) هذا تكرار لما سبق قبل أسطر.
(٤) من مدن إفريقية (تونس الحالية)، قريبة من المهدية وبينهما ثلاثة أيام، وبينها وبين صفاقس يومان. معجم البلدان: ١٧٣:٥ - ١٧٥، المغرب: ٨٥.
(٥) وهى أيضا سفاقس: مدينة بإفريقية على البحر مسورة ولها أسواق كثيرة ومساجد وحمامات وقصور وحصون ورباطات، وتقع فى وسط غابة زيتون، وكان زيتها يباع فى مصر وصقلية والمغرب. وبين سفاقس والقيروان ثلاث منازل أو مراحل ومنها إلى المهدية منزلتان. المغرب: ١٩ - ٢١؛ معجم البلدان: ٨٧:٥ - ٨٨.
(٦) بينها وبين القيروان مرحلة واحدة، وهى مدينة برية بحرية كثيرة اللحم واللبن والسمك، من نوع الحوت، والعسل، وأكثر لحومها من البقر، وحولها قبائل كثيرة من البربر منها مصمودة وأوربة وغيرهما. المغرب: ٥٤، ٨٢، ٨٤.