للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفة الخلعة ثوب أبيض دبيقي بطرازين ذهبا، وطيلسان مقور بطراز ذهب دقيق، وعمامة بيضاء مذهبة، وفي عنقه العقد الجوهر وقيمته عشرة آلاف دينار؛ وقد تقلد سيف الوزارة وقيمته خمسة آلاف دينار. وركب فرسا حجرةً صفراء من مراكب العاضد قيمتها ثمانية آلاف دينار، وعليها سرفسار ذهب مجوهر، وأعلاقها من سبتة، وفي عنقها مشدة بيضاء برأسها مائتا حبة جوهراً وفي أربع قوائمها أربعة عقود من جوهر، وعلى رأسه قصبة ذهب في رأسها طلعة مجوهرة ومشدة بيضاء بأعلام ذهب. وحمل بين يديه عدة بقج فيها أنواع من الثياب، وقيد معه أيضا عدة خيول؛ ومنشور الوزارة ملفوف في ثوب أطلس أبيض بخط القاضي الفاضل ومن إنشائه؛ وقرأه الجليس ابن عبد القوي. وهو كبير جداً وعلى رأسه بخط العاضد: هذا عهد أمير المؤمنين إليك، وحجته عند الله سبحانه عليك؛ فأوف بعهدك ويمينك، وخذ كتاب أمير المؤمنين ناهضا بيمينك، ولمن مضى بجدنا رسول الله أحسن أسوة، ولمن بقى بقربنا أعظم سلوة. " تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيِدُونَ عُلُوّاً في الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ". فكان آخر منشور كتب عن العاضد.

ولما نزل صلاح الدين إلى دار الوزارة لم يطعه أحد من الأمراء النورية ولا خدموه، فسعى الفقيه عيسى الهكاري في الإصلاح بينه وبينهم، وبدأ بالمشطوب فقال له: هذا الأمر لا يصل إليك مع وجود عين الدولة والحارمي وابن تليل. ثم قصد الحارمي

<<  <  ج: ص:  >  >>