(١) يذكر أبو شامة أنه كثيرا ما كان يوجد فى كتب نور الدين إلى العاضد التعريض بإنفاذ أسد الدين، ولو أمكنه المجاهرة بالقول لقال. فمن بعض مكاتباته: «وقد افتقر العبد إلى بعثته، وأعوز عسكره يمن نقيبته، واشتد حزب الضلال على المسلمين لغيبته، لأنه ما يزال يرمى شياطين الضلال بشهابه الثاقب، ويصمى معقل الشرك بسهمه النافذ الصائب». كتاب الروضتين: ٤٣٧:١. وسيرد بعد قليل ذكر شيء من ذلك. ويعلق أبو شامة على موقف نور الدين يقول: «لعل نور الدين ﵀ إنما أقلقه كون أسد الدين وزر للعاضد فخاف من ميله إلى القوم وإلى مذهبهم، وأن يفسد جنده عليه بذلك السبب. هذا إن صح ما نقله ابن أبى طى. والله أعلم». نفس المصدر.