للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعشرين من جمادى الآخرة بخنّاق تولّد له من إكثاره أكل اللّحوم الغليظة، ودفن فى الدّار فلم تخرج له جنازة.

وكان شجاعا قويّا، جلدا عفيفا، متألّها، يحبّ أهل الخير، وله إيثار، وفيه ضبط وإمساك. وأصله من دوين (١)، بليدة من عمل أذربيجان (٢) من جهة أرّان (٣) وبلاد الكرج، وهو من قبيل الرّواديّة إحدى بطون الهذبانية من قبائل الأكراد. وقدم هو وأخوه نجم الدّين أيوب، وكان أسنّ منه، إلى بغداد واتصلا بخدمة مجاهد الدين بهروز (٤) شحنة العراق من قبل السّلطان مسعود بن محمّد بن ملكشاه السّلجوقى (٥) ولازماه. فبعث بأيّوب إلى تكريت (٦)، وكانت إقطاعه، فأقرّه فيها دزدارا، ومعناه حافظ القلعة، فإن «دز» بالفارسى القلعة، «ودار» الحافظ. فأقام بها ومعه أخوه شيركوه، وله به إقطاع،


(١) بفتح الدال وضمها، يحدد ياقوت موقعها بأنها فى آخر حدود أذربيجان بالقرب من تفليس. وتفليس هذه من بلاد آران (الآتى ذكرها)، بها عيون حارة عمل عليها حمام، بدأ فتحها زمن عثمان بن عفان ضمن فتوح أرمينية وتوقف الفتح بتوقيع صلح بين الجانبين، وظلت فى أيدى المسلمين حتى أغار عليها نصارى الكرج سنة خمس عشرة وخمسمائة - وهم من الأرمن - فملكوها، ثم استردها جلال الدين منكبرتى بن خوارزم شاه سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ولم يلبث الكرج أن أغاروا عليها وأحرقوها فى السنة التالية. معجم البلدان: ٣٩٦:٢ - ٣٩٨، ١١٢:٤.
(٢) يضبطها ياقوت بفتح الهمزة والراء وسكون الذال بينهما وكسر الباء، وبفتح الهمزة والذال وسكون الراء، وبمد الهمزة وفتح الذال والباء وسكون الراء بينهما. ويقول إن النسبة إليها أذرى بفتح الهمزة والذال، أو بسكون الذال، وأذربى بفتح الأولين وسكون الراء؛ وهى إقليم متسع من أشهر مدائنه تبريز عاصمته، يغلب عليها الطابع الجبلى، وبه قلاع كثيرة، وفاكهته وبساتينه عظيمة غزيرة المياه والعيون؛ بدأ فتحها أيام عمر بن الخطاب وتوقف لصلح عقد بين أهلها والمسلمين، وتجدد الغزو أيام عثمان وتجدد الصلح كذلك. معجم البلدان: ١٥٩:١ - ١٦١.
(٣) بينها وبين أذربيجان نهر الرس فكل ما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من آران، ومن جهة المشرق فهو من أذربيجان. وآران إقليم من أقاليم أرمينية. وهناك قلعة بنواحى قزوين تعرف بهذا الاسم أيضا. نفس المصدر: ١٧٠:١.
(٤) تولى شحنة بغداد للسلطان السلجوقى مسعود، حتى توفى فى سنة أربعين وخمسمائة، والشحنة رئاسة قوات الأمن، أى الشرطة، وفلان شحنة أى متولى رئاسة الشرطة. وأصل الكلمة من شحن البلد بالخيل: ملأه، وبالبلد شحنة من الخيل أى رابطة. لسان العرب (الذى يؤكد أن استعماله بمعنى الشرطة خطأ، لكن هذا الحكم لا يمنع أنه هو المعنى الذى كان مستخدما فيه فعلا)، انظر كذلك: Dozy;Supp.Dict ar .
(٥) أبو الفتح غياث الدين، رابع سلاجقة العراق، حكم بين سنتى ٥٢٧ - ٥٤٧ (١١٣٣ - ١١٥٢) وتوفى بهمدان. معجم الأنساب وكذلك Mohammadan Dynasties
(٦) بفتح التاء والعامة يكسرونها كما يقول ياقوت، تقع بين بغداد والموصل، وهى إلى بغداد أقرب، وبينهما ثلاثون فرسخا، ولها قلعة حصينة فى طرفها الأعلى راكبة على دجلة فى غربيها. افتتحها المسلمون سنة ست عشرة أيام عمر بن الخطاب، وقيل فى سنة عشرين. معجم البلدان: ٣٩٩:٢ - ٤٠١.