للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درجةٍ إلى درجةٍ» . انتهى.

قال ع «١» : وقال بعضُ النَّاس، وهو في كتاب النَّقَّاش: السَّائِحُونَ: هم الجائلون بأفكارهم في قُدْرة اللَّه ومَلَكُوتهُ وهذا قولٌ حَسَن، وهو من أفضل العباداتِ، والرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ: هم المصلُّون الصَّلوات كذا قال أهل العلم، ولكن لا يختلف في أنَّ من يكثر النَّوافلَ هو أَدْخَلُ في الاسم، وأَعْرَقُ في الاتصاف.

وقوله: وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ لفظٌ عامٌّ تحته/ التزام الشريعة.

ت: قال البخاريُّ: قال ابن عباس: الحدود: الطاعة «٢» .

قال ابن العربيُّ «٣» في «أحكامه» ، وقوله: وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ خَاتمةُ البيان، وعمومُ الاشتمال لكلِّ أمْر ونهْي. انتهى.


والمرسل أخرجه هنّاد بن السري في «الزهد» برقم: (٦٧٨) ، وابن أبي شيبة (١٣/ ٢٣١) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٥/ ١٨٩) من طريق الحجاج عن مكحول مرسلا.
وسنده ضعيف لضعف الحجاج مع إرساله. وللحديث شواهد من حديث أبي موسى وابن عباس.
حديث أبي موسى: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (٥/ ١٩٤٥) ، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (٣/ ١٤٤) من طريق عبد الملك بن مهران الرفاعي، حدثنا معن بن عبد الرحمن، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من زهد في الدنيا أربعين يوما وأخلص فيها لله أخرج الله على لسانه ينابيع الحكمة من قلبه» . وقال ابن عدي: هو منكر، وعبد الملك مجهول وأقره ابن الجوزي في «الموضوعات» .
حديث ابن عباس: أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٤٦٦) ، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (٣/ ١٤٤- ١٤٥) من طريق سوار بن مصعب، عن ثابت، عن مقسم، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: «من أخلص لله تعالى أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه» .
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال أحمد ويحيى والنسائي: سوار بن مصعب متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال أيضا: وقد عمل جماعة من المتصوفة، والمتزهدين على هذا الحديث الذي لا يثبت، وانفردوا في بيت الخلوة أربعين يوما، وامتنعوا عن أكل الخبز، وكان بعضهم يأكل الفواكه، ويتناول الأشياء التي تتضاعف قيمتها على قيمة الخبز، ثم يخرج بعد الأربعين فيهذي ويتخيل إليه أنه يتكلم بالحكمة، ولو كان الحديث صحيحا فإن الإخلاص يتعلق بقصد القلب لا بفعل البدن فلله درّ العلم اه.
(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (٣/ ٨٩) .
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ٥) كتاب «الجهاد والسّير» باب: فضل الجهاد والسّير عن ابن عباس موقوفا. وقال الحافظ في «الفتح» (٦/ ٦) : وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه، قلت: وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس، وفي ذلك رد على من يجزم أن تعليقات البخاري المجزومة كلها صحيحة.
(٣) ينظر: «أحكام القرآن» (٢/ ١٠٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>