أحدها: أن انتصابها انتصاب المصدر المؤكد، وهذا اختاره الزمخشري، وقال: هو الذي ذكر سيبويه والقول ما قالت حذام انتهى. قوله واختلف حينئذ عن ماذا انتصب هذا المصدر؟ فقيل عن قوله: قُولُوا آمَنَّا [البقرة: ١٣٦] ، وقيل عن قوله: وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة: ١٣٦] ، وقيل عن قوله: فَقَدِ اهْتَدَوْا [البقرة: ١٣٧] . الثاني: أن انتصابها على الإغراء أي: الزموا صبغة الله. قال أبو حيان: وهذا ينافره آخر الآية، وهو قوله: وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ [البقرة: ١٣٨] إلا أن يقدر هنا قول، وهو تقدير لا حاجة إليه، ولا دليل من الكلام عليه. الثالث: أنها بدل من «ملة» ، وهذا ضعيف إذ قد وقع الفصل بينهما بجمل كثيرة. الرابع: انتصابها بإضمار فعل أي: اتبعوا صبغة الله، ذكره أبو البقاء مع وجه الإغراء، وهو في الحقيقة ليس زائدا، فإن الإغراء أيضا هو نصب بإضمار فعل. ينظر: «الدر المصون» (١/ ٣٨٨) . (٢) ينظر: «السبعة» (١٧١) ، و «الحجة» (٢/ ٢٢٨) ، و «معاني القراءات» (١/ ١٨٠) ، و «العنوان» (٧٢) ، و «حجة القراءات» (١١٥) ، و «شرح الطيبة» (٤/ ٧١) ، و «شرح شعلة» (٢٧٨) ، و «إتحاف» (١/ ٤١٩) .