وقد خالفهم ابن مهدي ويحيى القطان وأبو نعيم ووكيع، فرووه عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى عن ابن مسعود، فأخرجه أحمد (١/ ٤٢٩- ٤٣٠) من طريق عبد الرّحمن بن مهدي عن سفيان به. وأخرجه (١/ ٤٠٠- ٤٠١) من طريق وكيع عن سفيان به. والترمذي (٥/ ٢٢٤) من طريق وكيع أيضا. وأخرجه الترمذي (٥/ ٢٢٣) كتاب «التفسير» ، باب من سورة آل عمران، حديث (٢٩٩٥) ، والطبري في «تفسيره» (٦/ ٤٩٩- شاكر) رقم (٧٢١٧) ، والحاكم (٢/ ٥٥٣) كلهم من طريق أبي نعيم عن سفيان به. وقال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الضحى عن مسروق، وأبو الضحى اسمه مسلم بن صبيح. وأخرجه الخطيب (٤/ ٢٢٢) من طريق معاوية بن هشام عن سفيان به. وقد رجح الترمذي رواية أبي الضحى عن ابن مسعود، وكذلك رجحه أبو زرعة وأبو حاتم. فقال ابن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ٦٣) رقم (١٦٧٧) : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو أحمد الزبيري وروح بن عبادة عن سفيان الثوري عن أبيه عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاَةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإنَّ وَلِيِّي منهم وخليلي أبي إبراهيم» ، ثم قرأ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ. فقالا جميعا: هذا خطأ رواه المتقنون من أصحاب الثوري عن الثوري عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بلا مسروق. اهـ. وقد رجح الشيخ أحمد شاكر الطريقين في «تعليقه على الطبري» بكلام متين، فلينظر. [.....]