للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعُوضَةٍ مَا سقى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةً» «١» رواه الترمذيُّ من طريق سهل بن سعد، قال: وفي البابِ عن أبي هريرة، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ صحيح، انتهى. وباقي الآيةِ بَيّنٌ لِمَنْ أبْصَرَ واهْتَدَى، جَعَلَنا اللهُ مِنْهُمْ بمنّه.

[سورة القصص (٢٨) : الآيات ٦١ الى ٦٤]

أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ (٦٣) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤)

وقوله سبحانه: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ... الآية، معناها، يعمّ جميع العالم ومِنَ الْمُحْضَرِينَ: معناه: في عذاب الله قاله مجاهد «٢» وقتادة «٣» ، ولفظة الْمُحْضَرِينَ

مشيرةٌ إلى سوق [بجبر] «٤» .

وقوله تعالى: وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ الضمير المتصل ب «ينادي» لِعَبَدَةِ الأوثَانِ، والإشارة إلى قريش وكفار العرب.

٥٩ أوقوله: قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ هؤلاء/ المجيبونَ هم كل مُغْوٍ دَاعٍ إلى الكُفْرِ من الشياطينِ والإنْسِ طَمِعُوا في التَّبَرِّي من مُتَّبِعِيهم فقالوا ربّنا هؤلاء إنّما أضللناهم كما ضللنا نحن باجتهادٍ لنَا ولَهُمُ، وأحبوا الكُفْرَ كما أَحبَبْناه تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ مَا كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ. ثم أخبر تعالى: أنه يقال للكفرة العابدين للأصنام: ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ يعني: الأصْنَامَ، فَدَعَوْهُمْ فلَمْ يَكُنْ في الجمادات ما يجيبُ، ورأَى الكفارُ العذاب.


(١) أخرجه الترمذيّ (٤/ ٥٦٠) كتاب الزهد: باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل، حديث (٢٣٢٠) ، وابن ماجه (٢/ ١٣٧٦- ١٣٧٧) كتاب الزهد: باب مثل الدنيا، حديث (٤١١٠) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٣/ ٢٥٣) من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد به.
وقال الترمذيّ: حديث صحيح غريب من هذا الوجه.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٩٢) رقم (٢٧٥٤٤) بنحوه، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٩٤) ، وابن كثير (٣/ ٣٩٦) بنحوه، والسيوطي (٥/ ٢٥٦) ، وعزاه للفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٩٢) رقم (٢٧٥٤٢) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٢٩٤) ، وابن كثير (٣/ ٣٩٦) ، والسيوطي (٥/ ٢٥٥- ٢٥٦) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة. [.....]
(٤) سقط في ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>