للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفسير سورة «الصافّات»

وهي مكّيّة

[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١ الى ١٠]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤)

رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩)

إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠)

قوله عز وجل: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا الآية، أقْسَمَ تعالى في هذه الآية بأشْيَاءَ مِنْ مخلوقاتِه، قالَ ابنُ مسعودٍ وغيرُه: «الصافات» هي الملائكة تَصُفُّ في السماءِ في عبادة الله عز وجل «١» .

وقالت فرقة: المرادُ: صفوفُ بني آدم في القتال في سبيل اللَّهِ، قال ع «٢» :

واللفظُ يَحْتَمِلُ أنْ يَعُمَّ هذه المذكوراتِ كلَّها، قال مجاهد: «وَالزاجِرات» هي الملائكة تَزْجُرُ السحابَ وغير ذلك من مخلوقاتِ اللَّه تعالى «٣» ، وقال قتادة: «الزاجرات» هي آيات القرآن «٤» ، وفَالتَّالِياتِ ذِكْراً معناه: القارئات، قال مجاهد: أراد الملائكة التي تتلو ذكره «٥» ،


(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٦٧) عن مسروق برقم: (٢٩٢٤٧) وعن عبد الله (٢٩٢٤٨) ، وعن قتادة برقم: (٢٩٢٤٩) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٢٢) عن ابن عبّاس والحسن وقتادة، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٦٥) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥١٠) ، وعزاه لعبد الرزاق، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود.
(٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٤٦٥) .
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٦٧) برقم: (٢٩٢٥٢) عن مجاهد وبرقم: (٢٩٢٥٣) عن السدي، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٦٥) عنهما، وابن كثير في «تفسيره» (٤/ ٢) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥١٠) ، وعزاه لابن المنذر، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عبّاس.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٦٨) برقم: (٢٩٢٥٤) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٢٢) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٦٥) ، وابن كثير (٤/ ٢) عن الربيع بن أنس، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥١٠) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٤٦٨) برقم: (٢٩٢٥٥) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤/ ٢٢) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٦٥) . [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>