(٢) قال أبو الفتح: وغلّط الذي رواه (يعني عن عكرمة) ، قال: فأما «جدّ ربّنا» فإنه على إنكار ابن مجاهد صحيح وذلك أنه أراد: وأنه تعالى جدّ جدّ ربّنا على البدل، ثم حذف الثاني، وأقام المضاف إليه مقامه. وهذا على قوله (سبحانه) : إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ، أي: زينة الكواكب، ف «الكواكب» إذا بدل من «زينة» . فإن قلت: فإن الكواكب قد تسمى زينة، والربّ (تعالى) لا يسمى جدّا. قيل: الكواكب في الحقيقة ليست زينة، لكنها ذات الزينة. ألا ترى إلى القراءة بالإضافة وهي قوله: «بزينة الكواكب» ؟ وأنت أيضا تقول: تعالى ربّنا، كما تقول: تعالى جدّ ربّنا. فالتعالي مستعمل معهما جميعا، كما يقال: يسرّني زيد قيامه، وأنت تقول: يسرني زيد ويسرّني قيامه. وهذا بيان ما أنكره ابن مجاهد. ينظر: «المحتسب» (٢/ ٣٣٢) ، و «مختصر الشواذ» ص: (١٦٣) ، و «المحرر الوجيز» (٥/ ٣٧٩) ، و «البحر المحيط» (٨/ ٣٤١) ، و «الدر المصون» (٦/ ٣٩٠) .