أي: يشار إلى الجمع- مذكرا كان أو مؤنثا- ب «أولى» ممدودا أو مقصورا، والمد أولى، لأنه لغة الحجاز، وبه جاء التنزيل، قال تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ والقصر لغة تميم. وأشار بقوله: «ولدي البعد انطقا ... » إلخ: إلى أن المشار إليه له رتبتان: قربى، وبعدي: أما المرتبة القربى: فتكون بدون كاف الخطاب ولام البعد، سواء مع «ها» التنبيه أو بدونها، تقول: (ذا- هذا) ، و (ذي- هذي) ، و (ذان- هذان) ، و (تان- هاتان) ، و (أولى- هؤلى) ، و (أولاء- هؤلاء) . والمرتبة البعدى: تكون بكاف الخطاب دون لام البعد أو معها، فإن جاءت معها اللام امتنعت «ها» التنبيه، وكنا إن تقدمت «ها» امتنعت اللام، وهذا ما أشار إليه الناظم بقوله: «واللام إن قدمت «ها» ممتنعه» ، فتقول: (ذاك- هذاك- ذلك) ، و (تيك- هاتيك- تلك) ، وعلى ذلك قس، وعلى هذاك قول طرفة [من الطويل] : رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد (١) البيت لجرير في «ديوانه» ص: (٩٩٠) ، وفيه «الأقوام» مكان «الأيّام» ، و «تخليص الشواهد» ص: (١٢٣) ، و «خزانة الأدب» (٥/ ٤٣٠) ، و «شرح التصريح» (١/ ١٢٨) ، و «شرح شواهد الشافية» ص: (١٦٧) ، و «شرح المفصّل» (٩/ ١٢٩) ، و «لسان العرب» (١٥/ ٤٣٧) (أولي) ، و «المقاصد النحويّة» (١/ ٤٠٨) ، وبلا نسبة في «أوضح المسالك» (١/ ١٣٤) ، و «شرح الأشموني» (١/ ٦٣) ، و «شرح ابن عقيل» ص: (٧٢) ، و «المقتضب» (١/ ٨٥) . واستشهد فيه بقوله: «أولئك الأيام» حيث أشار ب «أولاء» إلى «الأيّام» ممّا يدلّ على جواز الإشارة ب «أولاء» إلى جمع غير العاقل. ويروى «الأقوام» مكان «الأيّام» ، ولا شاهد فيه حينئذ. (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٣/ ٤٥٦) .