للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ سُبْحَانَه: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ.

قَالَ الحَسَنُ: مَعْنَاهُ مِنَ الإيمَانِ وَالتَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إلَى الإنَابَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ «١» ، وَذَلِكَ أنَّهُمْ اشْتَهَوْهُ فِي وَقْتٍ لاَ تَنْفَعُ فِيهِ التَّوْبَةُ. وَقَالَهُ أَيْضاً قَتَادَةَ «٢» وَقَالَ مُجَاهِدُ: مَعْنَاه: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ نَعِيمٍ الدُّنْيَا «٣» .

وَقِيلَ: مَعَناهُ حِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا كَمَا فُعِلَ بَأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قبل، والأشياع الفرق المتشابهة، فأشياع هؤلاء هم الكَفَرَةُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ.

ص: قَالَ أَبُو حيّان «٤» : ومُرِيبٍ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَرَابَ، أي: أتى بِرَيْبَةٍ وأربته أوقعته فِي رَيْبَةِ، وَنسْبَةُ الإرَابَةِ إلَى الشَّكِّ مَجَازٌ.

قَالَ ع «٥» : والشَّكُّ المُرِيبُ أَقْوَى مَا يَكُونُ من الشكّ وأشدّه إظلاما، انتهى.


(١) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٣٩١) رقم (٢٨٩١٣، ٢٨٩١٤، ٨٩١٥) وذكره ابن عطية (٤/ ٤٢٧) ، وابن كثير (٣/ ٥٤٥) ، والسيوطي (٥/ ٤٥٤) ، وعزاه لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٣٩١) رقم (٢٨٩١٧) بنحوه، وذكره ابن عطية (٤/ ٤٢٧) .
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠/ ٣٩١) رقم (٢٨٩١٦) ، وذكره ابن عطية (٤/ ٤٢٧) ، وابن كثير (٣/ ٥٤٥) ، والسيوطي (٥/ ٤٥٤) ، وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه.
(٤) ينظر: «البحر المحيط» (٧/ ٢٨١) .
(٥) ينظر: «المحرر» (٤/ ٤٢٧) . [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>