الثالثة: ما يمكن في نفسه ولكن يمتنع لنفس مفهومه، كجمع الضدين، وقلب الحقائق. وهي المرتبة القصوى من مراتب ما لا يطاق، والتكليف به لا يقع ولا يجوز بالاتفاق، أما أنه لا يقع قط فلأنه لم يوجد بالاستقراء، وأما أنه لا يجوز فلأن جواز التكليف فرع تصوره، ولا يمكن تصوره. وفي شرح «المواقف» أن بعضا منا قالوا بوقوع تصوره، فما ذكره صاحب «المواقف» من أن جواز التكليف بالممتنع لذاته فرع تصوره يشعر بأن هؤلاء يجوزونه. ينظر: «نشر الطوالع» (٢٩٥- ٢٩٧) ، و «البرهان» (١/ ١٠٢) ، و «المنخول» (ص ٢٢) ، و «المحصول» (١/ ٢/ ٣٥٧) ، والمتصفي» (١/ ٧٤) . (١) أخرجه الطبري (١/ ٢٥٥) برقم (٦٧٢) ، وذكره السيوطي في «الدر» (١/ ١٠١) .