للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحِلُّ، والمُدَارَاةُ الملاينة فيما يحل.

وقوله: فَيُدْهِنُونَ معطوفٌ وليس بجَوابٍ، لأنَّه لَوْ كَانَ لَنُصِبَ، والحلاّفُ المردِّد لِحَلفِهِ الذي قد كثرَ منه، والمُهينُ الضَّعِيفُ الرأيِ، والعَقْلِ قاله مجاهد «١» ، وقال ابن عباس: المهينُ الكذَّابُ «٢» ، والهمَّازُ الذي يَقَعُ في النّاسِ بلسَانِه «٣» ، قال منذر بن سعيد:

وبعَيْنِهِ وإشارَتِه، / والنَّمِيمُ مَصْدَرٌ كالنَّمِيمَةِ، وهو نَقْلَ مَا يَسْمَعُ مما يسوءُ ويُحَرِّشُ النفوسَ، قال أبو عمر بن عبد البر في كتابهِ المسمّى ب «بهجة المجالس» قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ كَفَّ عَنْ أعْرَاضِ المُسْلِمِينَ لِسَانَه أقَالَه اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَثَرَتَه» «٤» ، وقال- عليه الصَّلاةُ والسّلام-:

«شراركم أيّها الناس المشّاءون بالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، البَاغُونَ لأَهْلِ البِرِّ العثرات» «٥» انتهى، وروى حذيفة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ» «٦» ، وهو النَّمَّامُ، وذَهَبَ كثيرٌ مِنَ المفسِّرِينَ إلى أنَّ هذهِ الأوْصَافَ هي أجْنَاس لَمْ يُرَدْ بها رجلٌ بعينهِ، وقالت طائفة: بَلْ نزلت في معيَّنٍ، واختلفوا فيه، فقال بعضهم: هو الوليدُ بن المغيرة،


(١) ذكره ابن عطية (٥/ ٣٤٧) ، وابن كثير (٤/ ٤٠٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦/ ٣٩٢) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) أخرجه الطبري (١٢/ ١٨٣) ، برقم: (٣٤٥٨١) ، وذكره البغوي (٤/ ٣٧٧) ، وذكره ابن عطية (٥/ ٣٤٧) ، وابن كثير (٤/ ٤٠٣) .
(٣) ذكره ابن عطية (٥/ ٣٤٧) . [.....]
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) أخرجه أحمد (٤/ ٢٢٧) .
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ٩٦) : رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد أسانيده رجال «الصحيح» .
(٦) أخرجه مسلم (١/ ١٠١) ، كتاب «الإيمان» باب: بيان غلظ تحريم النميمة، حديث (١٦٨/ ١٠٥) ، وأحمد (٥/ ٣٩١، ٣٩٦، ٣٩٨، ٤٠٦) من طريق واصل الأحدب، عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان، أنه بلغه: أن رجلا كان ينم الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا يدخل الجنة نمام» .
وللحديث طريق آخر عن حذيفة، وفيه قتات بدل نمام، أخرجه البخاري (١٠/ ٤٨٧) ، كتاب «الأدب» باب: ما يكره من النميمة، حديث (٦٠٥٦) ، ومسلم (١/ ١١) ، كتاب «الإيمان» باب: بيان غلظ تحريم النميمة (١٦٩/ ١٠٥) ، وأبو داود (٢/ ٦٨٤) ، كتاب «الأدب» باب: في القتات، حديث (٤٨٧١) ، والترمذي (٤/ ٣٢٩) ، كتاب «البر والصلة» باب: ما جاء في النمام، حديث (٢٠٢٦) ، وأحمد (٥/ ٣٨٢، ٣٨٩، ٣٩٢، ٤٠٢، ٤٠٤) ، والبيهقي (٨/ ١٦٦) ، كتاب «قتال أهل البغي» باب: ما على من رفع إلى السلطان ما فيه ضرر، والبغوي في «شرح السنة» (٦/ ٥٢٣) - بتحقيقنا، والطبراني في «الصغير» (١/ ٢٠٣) ، وفي «الكبير» (٣/ ١٨٦) ، برقم: (٣٠٢٠) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١٧٩) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١١/ ٢٣٧) من طريق همام بن الحارث عن حذيفة مرفوعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>