الرابع: أنها للإباحة. الخامس: أنها للتخيير، أي: أبيح للناس أن يشبّهوهم بكذا أو بكذا، وخيّروا في ذلك. وزاد الكوفيون فيها معنيين آخرين: أحدهما: كونها بمعنى الواو، وأنشدوا: [البسيط] جاء الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربّه موسى على قدر والثاني: كونها بمعنى بل، وأنشدوا: [الطويل] بدت مثل قرن الشمس في رونق الضّحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح أي: بل أنت. ينظر: «الدر المصون» (١/ ١٣٤- ١٣٥) . (١) أخرجه الطبري (١/ ٤٠٨) برقم (١٣٢٣) ، وذكره السيوطي في «الدر» (١/ ١٥٦) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير. (٢) أخرجه البزار (٣٢٣٠- كشف) ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (٣/ ١٢٥) من طريق هانىء بن المتوكل عن عبد الله بن سليمان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ففيه هانىء بن المتوكل. قال ابن حبان: كثرت المناكير في روايته، لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن الجوزي: وعبد الله بن سليمان مجهول. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٢٢٩) ، وقال: رواه البزار، وفيه هانىء بن المتوكل، وهو ضعيف. وتعقب السيوطي ابن الجوزي في «اللآلئ» (٢/ ٣١٢) بما لا طائل تحته، فقال: أورده في «الميزان» في ترجمة هانىء، وقال: حديث منكر. اهـ. والحديث ذكره الحافظ في «اللسان» (٦/ ١٨٦- ١٨٧) وقال: أورده البزار في مسنده، وقال: عبد الله بن سليمان روى أحاديث لم يتابع عليها. وأما هانىء فقال ابن القطان: لا يعرف حاله. كذا قال. وقال أبو حاتم الرازي: أدركته ولم أكتب عنه. اهـ. وللحديث طريق آخر: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (٣/ ١٠٩٩) ، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (١/ ٢٤٦) ، (٢/ ٣٢٣) ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (٣/ ١٢٥) كلهم من طريق سليمان بن عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا. وقال ابن عدي: هذا الحديث وضعه سليمان على إسحاق. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أبو داود النخعي، قال أحمد ويحيى: كان يضع الأحاديث، قال ابن عدي: وضع هذا على إسحاق. وللحديث طريق ثالث: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ١٧٥) من طريق الحسن بن عثمان: ثنا أبو سعيد المازني، ثنا-