(٢) أخرجه البخاري (٦/ ٣٥١) كتاب «بدء الخلق» ، باب ذكر الملائكة، حديث (٣٢١٣) ، (٧/ ٤٨٠) كتاب «المغازي» ، باب مرجع النبي صلّى الله عليه وسلم من الأحزاب، حديث (٤١٢٣، ٤١٢٤) ، (١٠/ ٥٦٢) كتاب «الأدب» ، باب هجاء المشركين، حديث (٦١٥٣) ، ومسلم (٤/ ١٩٣٣) كتاب «فضائل الصحابة» ، باب فضائل حسابن بن ثابت، حديث (١٥٣/ ٢٤٨٦) ، وأحمد (٤/ ٢٩٩، ٣٠٢) ، وابن حبان (٧١٤٦) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٤/ ٢٩٨) ، والبيهقي (١٠/ ٢٣٧) ، والطبراني في «الكبير» (٣٥٨٨، ٣٥٨٩، ٣٥٩٠) كلهم من طريق عدي بن ثابت عن البراء بن عازب به. (٣) قال السمين الحلبي: في نصب «قليلا» ستة أوجه: أحدها وهو الأظهر: أنه نعت لمصدر محذوف أي: فإيمانا قليلا يؤمنون. الثاني: أنه حال من ضمير ذلك المصدر المحذوف أي: فيؤمنونه أي الإيمان في حال قلّته، وقد تقدّم أنه مذهب سيبويه وتقدّم تقريره. الثالث: أنه صفة لزمان محذوف، أي: فزمانا قليلا يؤمنون، وهو كقوله: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ. الرابع: أنه على إسقاط الخافض والأصل: فبقليل يؤمنون، فلمّا حذف حرف الجرّ انتصب، ويعزى لأبي عبيدة. الخامس: أن يكون حالا من فاعل «يؤمنون» ، أي فجمعا قليلا يؤمنون أي المؤمن فيهم قليل، قال معناه ابن عباس وقتادة. إلا أن المهدوي قال: «ذهب قتادة إلى أنّ المعنى: فقليل منهم من يؤمن» ، وأنكره النحويون، وقالوا: لو كان كذلك للزم رفع «قليل» . قلت: لا يلزم الرفع مع القول بالمعنى الذي ذهب إليه قتادة لما تقدّم من أنّ نصبه على الحال واف بهذا المعنى. و «ما» على هذه الأقوال كلها مزيدة للتأكيد. -