وقيل: منصوب بالصيام على أن تقدّر الكاف نعتا لمصدر من الصيام، كما قد قال به بعضهم، وإن كان ضعيفا، فيكون التقدير: «الصيام صوما كما كتب» فجاز أن يعمل في «أياما» «الصيام» لأنه إذ ذاك عامل في «صوما» الذي هو موصوف ب «كما كتب» فلا يقع الفصل بينهما بأجنبي بل بمعمول المصدر. وقيل: ينتصب بكتب: إمّا على الظرف وإمّا على المفعول به توسّعا، وإليه نحا الفراء وتبعه أبو البقاء. قال أبو حيان: «وكلا القولين خطأ: أمّا النصب على الظرف فإنه محلّ للفعل، والكتابة ليست واقعة في الأيام، لكن متعلّقها هو الواقع في الأيام. وأمّا النصب على المفعول اتّساعا فإنّ ذلك مبنيّ على كونه ظرفا لكتب، وقد تقدّم أنه خطأ. ينظر: «الدر المصون» (١/ ٤٦٠) . (١) وهو: مفهوم الموافقة وهو ما كان مدلول اللفظ في محل المسكوت موافقا لمعناه في محل المنطوق، ويسمى «دلالة النص» ، و «فحوى الخطاب» ، و «لحن الخطاب» . وقد اتفق الشّافعية، والحنفية على حجية الفحوى، واشترط الشافعية أولوية المسكوت. وينظر تفصيل ذلك في: «البحر المحيط» للزركشي (٤/ ٧) ، «البرهان» لإمام الحرمين (١/ ٤٤٩) ، «الإحكام في أصول الأحكام» للآمدي (٣/ ٦٢) ، «نهاية السول» للأسنوي (٢/ ٢٠٢) ، «غاية الوصول» للشيخ زكريا الأنصاري (٣٧) ، «المنخول» للغزالي (٢٠٨) ، «حاشية البناني» (١/ ٢٤٠) ، «الإبهاج» لابن السبكي (١/ ٣٦٧) ، «الآيات البينات» لابن قاسم العبادي (٢٠/ ١٥) ، «حاشية العطار على جمع الجوامع» (١/ ٣١٩) ، «التحرير» لابن الهمام (٢٩) ، «حاشية التفتازاني والشريف على مختصر المنتهى» (٢/ ١٧٢) ، «التقرير والتحبير» لابن أمير الحاج (١/ ١١٢) .