للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ت: وعبارة الداوديّ: وعن ابْنِ عُمَر: المَيْسِرُ القِمَار كلُّه «١» ، قال ابن عبَّاس:

كلُّ ذلك قمارٌ حتى لعِبْ الصِّبْيَان بالجَوْز، والكِعَاب «٢» . انتهى.

وقوله تعالى: قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ ... الآية: قال ابن عبّاس، ٥٤ أوالرّبيع: الإثم فيها بعد التحريم/، والمنفعةُ قبله «٣» .

وقال مجاهد: المنفعةُ بالخَمْر كسب أثمانها «٤» ، وقيل: اللَّذَّة بها إِلى غير ذلك من أفراحِها «٥» ، ثم أعلم اللَّه عزَّ وجلَّ أنَّ الإِثم أكْبَرُ من النَّفْع، وأعود بالضَّرر في الآخرة، فهذا هو التقدمة للتحريم.

وقوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ قال جمهور العلماء: هذه نفقاتُ التطوُّع، والعفُو مأخوذ من عَفَا الشَّيْء، إِذا كَثُر، فالمعنَى: أنفِقُوا ما فَضَل عن حوائجِكُم، ولم تُؤْذُوا فيه أنفُسَكم، فتكونوا عالَةً على النَّاس.

وقوله تعالى: كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ: الإِشارة إِلى ما تقدَّم تبيينُهُ من الخَمْر والمَيْسِر، والإِنفاق، وأخبر تعالى أنه يبيِّن للمؤمنين الآياتِ التي تقودُهم إِلى الفِكْرة في الدنيا والآخرة، وذلك طريقُ النجاة لمن نفعته فكرته.

قال الداوديّ: وعن ابن عبَّاس: لعلَّكم تتفكَّرون في الدنيا والآخرةِ، يعني: في زوال الدنْيا وفنائِها، وإِقبال الآخرة وبقائها «٦» . انتهى.


(١) أخرجه الطبري (٢/ ٣٧١) برقم (٤١٣٣) .
(٢) أخرجه الطبري (٢/ ٣٧١) برقم (٤١٢٤) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١/ ٤٥٢) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في «ناسخه» عن ابن عباس. والكعاب:
فصوص النرد، واحدها كعب وكعبة.
ينظر: «لسان العرب» (٣٨٨٩) .
(٣) ذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٤) والسيوطي في «الدر المنثور» (١/ ٤٥٣) ، وعزاه لابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس.
(٤) أخرجه الطبري (٢/ ٣٧٢) برقم (٤١٣٧) ، وذكره ابن عطية (١/ ٢٩٤) .
(٥) أخرجه الطبري (٢/ ٣٧٣) برقم (٤١٤٠) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٤) ، والسيوطي (١/ ٤٥٢) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في «ناسخه» عن ابن عباس.
(٦) أخرجه الطبري (٢/ ٣٨١) برقم (٤١٨١) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (١/ ٤٥٦) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>