أيْ: من كان لا مُرَادَ له إلاَّ في ثوابِ الدنيا، ولا يعتقدُ أنَّ ثَمَّ سواه، فليس كما ظَنَّ، بل عند اللَّه سبحانه ثوابُ الدارَيْنِ، فَمَنْ قَصَدَ الآخرة، أعطاه اللَّه مِنْ ثواب الدنيا، وأعطاه قَصْدَهُ، ومَنْ قَصَدَ الدنيا فقَطْ، أعطاه من الدنيا ما قَدَّرَ له، وكان له في الآخرة العَذَابُ، واللَّه تعالى سميعٌ للأقوال، بصيرٌ بالأعمال والنيَّات، وفي الحديث الصّحيح، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:«إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لامرىء ما نوى ... »«١» الحديث، قال
(١) أخرجه البخاري (١/ ٩) كتاب «بدء الوحي» ، باب كيف كان بدء الوحي، حديث (١) ، (٥/ ١٩٠) كتاب «العتق» ، باب الخطأ والنسيان، حديث (٢٥٢٩) ، (٧/ ٢٦٧) كتاب «مناقب الأنصار» ، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، حديث (٣٨٩٨) ، (٩/ ١٧) كتاب «النكاح» ، باب من هاجر أو عمل خيرا لتزوج امرأة فله ما نوى، حديث (٥٠٧٠) ، (١١/ ٥٨٠) كتاب «الأيمان والنذور» ، باب النية في الأيمان، حديث (٦٦٨٩) ، (١٢/ ٣٤٢- ٤٣٤) كتاب «الحيل» ، باب من ترك الحيل، حديث (٦٩٥٣) ، ومسلم (٣/ ١٥١٥) كتاب «الإمارة» ، باب قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات» ، حديث (١٥٥/ ١٩٠٧) ، وأبو داود (٢/ ٦٥١) ، كتاب «الطلاق» ، باب فيما عنى به الطلاق والنيات، حديث (٢٢٠١) ، والنسائي (١/ ٥٨- ٥٩) كتاب «الطهارة» ، باب النية في الوضوء، والترمذي (٤/ ١٧٩) كتاب «فضائل الجهاد» ، باب ما جاء فيمن يقاتل رياء، حديث (١٦٤٧) ، وابن ماجة (٢/ ١٤١٣) كتاب «الزهد» ، باب النية، حديث (٤٢٢٧) ، وأحمد (١/ ٢٥، ٤٣) ، والحميدي (١/ ١٦- ١٧) برقم (٢٨) ، وأبو داود الطيالسي (٢/ ٢٧- منحة) رقم (١٩٩٧) ، وابن خزيمة (١/ ٧٣- ٧٤) برقم (١٤٢) ، وابن حبان (٣٨٨، ٣٨٩- الإحسان) ، وابن الجارود في «المنتقى» رقم (٦٤) ، وابن المبارك في «الزهد» (ص ٦٢، ٦٣) ، وابن أبي عاصم في «الزهد» (ص ١٠١) برقم (٢٠٦) ، وهناد بن السري في «الزهد» (٢/ ٤٤٠) برقم (٨٧١) ، ووكيع في «الزهد» رقم (٣٥١) ، وابن المنذر في «الأوسط» (١/ ٣٦٩) ، وابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص ٢١٣) ، والدارقطني (١/ ٥٠- ٥١) كتاب «الطهارة» ، باب النية، حديث (١) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٣/ ٩٦) كتاب «الطلاق» ، باب طلاق المكره، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٨/ ٤٢) ، وفي «تاريخ أصبهان» (٢/ ١١٥، ٢٢٧) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١/ ٤٠٣- تهذيب) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١، ٢، ١١٧٢، ١١٧٣) ، وابن حزم في «المحلى» (١/ ٧٣) ، والبيهقي (١/ ٤١) كتاب «الطهارة» ، باب النية في الطهارة، وفي «معرفة السنن والآثار» (١/ ١٥٢) ، و «شعب الإيمان» (٥/ ٣٣٦) رقم (٦٨٣٧) ، و «الاعتقاد» رقم (٢٥٤) ، وفي «الزهد الكبير» (ص ١٣٢) رقم (٢٤١) ، وفي «الآداب» رقم (١١٣٨) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤/ ٢٢٤، ٦/ ١٥٣، ٩/ ٣٤٥- ٣٤٦) ، والقاضي عياض في «الإلماع» (ص ٥٤- ٥٥) ، باب ما يلزم من إخلاص النية في طلب الحديث وانتقاد ما يؤخذ عنه، وابن جميع في «معجم شيوخه» (ص ١١٧) رقم (٦٦) ، والبغوي في «شرح السنة» (١/ ٥٤- بتحقيقنا) ، والرافعي في «تاريخ قزوين» (٤/ ٧٧) ، والنووي في «الأذكار» (ص ٣٣) ، والذهبي في «تذكرة الحفاظ» (٢/ ٧٧٤) ، والحافظ ابن حجر في «تخريج أحاديث المختصر» (٢/ ٢٤٢، ٢٤٣) . كلهم من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإن لكل-