للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستدل عليها في السفر بالقطب (١)، وهو نجم خفي شمالي، وحوله أنجم دائرة كفراشة الرحى، في أحد طرفيها الجدي (٢)، وفي الآخر الفرقدان (٣)، يكون على العاتق الأيسر للمصلي بمصر، ووراء ظهره بالشام (٤)، ويستدل عليها بالشمس والقمر ومنازلهما، فإن دخل الوقت وخفيت عليه القبلة، لزمه التعلم، ويقلد إن ضاق الوقت، ومن صلى بغير اجتهاد وكان يحسنه أو بغير تقليد إن لم يكن يحسنه قضى ولو أصاب إن وجد من يقلده (٥)، فإن لم يجد الأعمى والجاهل من يقلده فتحريا وصليا فلا إعادة، ويجتهد العارف بأدلة القبلة لكل صلاة، ويصلي بالاجتهاد الثاني ولو كان في صلاة، فيبنى ولا يقضى ما صلى بالأول (٦)، فإن لم تظهر لمجتهد جهة في السفر صلى على حسب حاله.

ويجوز لمتنفل سائر في سفر مباح طويل أو قصير قاصدًا جهة معينة أن يتطوع، فإن كان راكبًا فعلى راحلته حيثما توجهت به، ويلزمه افتتاح الصلاة بالإحرام إلى القبلة إن أمكنه، ويركع ويسجد إن أمكنه، بلا مشقة،


(١) القطب: كوكب بين الجدي والفرقدين، يدور عليه الفلك، وهو صغير أبدًا، لا يبرح مكانه أبدًا، وإنما شبه بقطب الرحى، وهي الحديدة التي في الطبق الأسفل من الرحيين، يدور عليها الطبق الأعلى، فكذا تدور الكواكب على هذا الكوكب، انظر: مادة قطب في مختار الصحاح (٢٢٦).
(٢) نجم نير يعرف بجدي القطب، وهو غير جدي البرج، انظر: حاشية الروض المربع (١/ ٥٥٦).
(٣) الفرقدان: نجمان في السماء لا يغربان، ولكنهما يطوفان بالجدي، انظر: مادة فرقد في لسان العرب (٣/ ٣٣٤)، ومختار الصحاح (٢١٠).
(٤) بلاد الشام: هي المنطقة الممتدة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتشتمل في الوقت الحاضر على: سورية وفلسطين ولبنان والأردن وأجزاء من تركيا، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٥) لأن المراتب أربع: المعاينة، ثم المخبر عن علم، ثم الاجتهاد، ثم التقليد، فلا ينتقل للمتأخرة حتى يعجز عن التي قبلها. وانظر: حاشية الروض المربع (١/ ٥٦٠).
(٦) لأن الاجتهاد لا ينقض باجتهاد. وانظر: حاشية الروض المربع (١/ ٥٦١).

<<  <   >  >>