للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأفضل كونهما خلف المقام (١)، ثم يعود ويستلم الحجر، ويخرج إلى الصفا (٢) من بابه فيرقاه حتى يرى البيت، فيستقبله ويكبر ثلاثًا، ويقول ندبًا: الحمد لله على ما هدانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ويدعو بما أحب، ثم ينزل من الصفا ماشيًا، إلى أن يبقى بينه وبين العلم الأول نحو ستة أذرع فيسعى شديدًا إلى العلم الآخر، فيمشي ويرقى المروة، ويقول ما قاله على الصفا، ثم ينزل ويمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه إلى الصفا، يفعل ذلك سبعًا، ذهابه مرة، ورجوعه مرة، ويجب استيعاب ما بينهما في كل مرة، فيلصق عقبة بأصلهما إن لم يرقهما، فإن ترك شيئًا لم يصح، وإذا بدأ بالمروة سقط الشوط الأول، ويكثر من الدعاء والذكر في سعيه، كأن يقول: رب اغفر وارحم واعف عما تعلم، أنت الأعز الأكرم.

ويشترط له نية وموالاة، وكونه بعد طواف نسك ولو مفسوخًا، وتسن فيه الطهارة من الحدث، والنجس والستر، والموالاة بينه وبين الطواف، ولا ترقى المرأة الصفا ولا المروة، ولا تسرع في المشي.

ثم إن كان متمتعًا لا هدي معه قصر من شعره وتحلل، فإن كان معه هدي لم يقصر وأدخل الحج على العمرة، ثم لا يحل حتى يفرغ منه،


(١) مقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة، وكان إسماعيل يناوله الحجارة، وكلما كمل جهة انتقل إلى أخرى، يطوف حول الكعبة، وهو واقف عليه، حتى انتهى إلى وجه البيت، وقد كان من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميه رطبًا، فغاصت فيه قدماه، وقد بقي أثر قدميه ظاهرًا فيه، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٢) الصفا في الأصل جمع صفاة، وهي الحجر العريض الأملس، والمراد به هنا مكان عال في أصل جبل أبي قبيس، جنوب المسجد، قريب من باب الصفا، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.

<<  <   >  >>