للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيام لهم، ولا بدؤهم بالسلام بكيف أصبحت أو أمسيت، ولا تهنئتهم ولا تعزيتهم، وعيادتهم وشهادة أعيادهم، ويمنعون من إحداث كنائس (١) وبيع في دارنا، ومن بناء ما انهدم منها ولو ظلماً، ومن تعلية بنيان على مسلم ولو رضي، لا من مساواته له، وما ملكوه عاليًا من بناء مسلم لا ينقض، ولا يعاد لو انهدم، ويمنعون من إظهار خمر وخنزير، وناقوس (٢) وجهر بكتابهم ورفع صوت على ميت، ومن قراءة قرآن ومن إظهار أكل وشرب في نهار رمضان.

فإن صولحوا في بلادهم على جزية أو خراج لم يمنعوا شيئًا من ذلك (٣)، وليس لكافر دخول مسجد ولو أذن له مسلم، وإن اتجر إلينا حربي أخذ منه العشر، وذمي نصف العشر، ولا تعشر أموال المسلمين، وإن تهود نصراني أو عكسه لم يقر، ولم يقبل منه إلا الإسلام أو دينه الأول (٤)، فإن أباهما هدد وحبس، وإن سلم ذمي على مسلم قال له: وعليكم، وتكره مصافحته.

فإن أبى الذمي بذل الجزية أو الصغار، أو التزام حكم الإسلام، أو تعدى على مسلم، بقتل أو فتنه عن دينه، أو زنا بمسلمة ولو باسم نكاح أو


(١) كنائس: جمع كنيسة وهي معبد النصارى، وفي بداية الشأن كانت المنازل الخاصة تستعمل للعبادة المسيحية حتى فاق رواد المنازل الخاصة الأماكن المخصصة لتواجد العابدين، حينها بدأ التوجه إلى بناء دور خاصّة لممارسة الطقوس المسيحية. انظر: مادة كنس في لسان العرب (٦/ ١٩٩)، ومختار الصحاح (٢٤١)، وموسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٢) الناقوس: مضراب النصارى الذي يضربونه لأوقات الصلاة؛ والنقس: الضرب بالناقوس. انظر: مادة نقس في لسان العرب (٦/ ٢٤٠)، ومختار الصحاح (٢٨١).
(٣) لأنهم في بلادهم أشبهوا أهل الحرب زمن الهدنة، ولأن بلدهم ليست بلد إسلام، لعدم ملك المسلمين لها، فلا يمنعون من إظهار دينهم فيها كمنازلهم. وانظر: حاشية الروض المربع (١/ ٣١٧).
(٤) لأنَّه انتقل إلى دين باطل قد أقر ببطلانه، والإسلام الدين الحق، والدين الذي كان عليه صولح عليه، فلم يقبل منه غيرهما. وانظر: حاشية الروض المربع (٤/ ٣٢٠).

<<  <   >  >>