للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجع إلى اللغة، فمن حلف أن لا يأكل لحمًا حنث بكل لحم كلحم سمك وميتة وخنزير، لا بالشحم والكبد والكرش والقلب والأكارع ورأس ولسان (١)، ومن حلف لا يأكل لبنًا حنث ولو بلبن آدمية ولو رائبًا، لا إن أكل زبدًا أو كشكًا (٢) أو مصلًا (٣)، ولا يأكل رأسًا ولا بيضًا حنث بكل رأس وبيض، حتى رأس الجراد وبيضه، أو لا يأكل فاكهة حنث بكل ما يتفكه به، حتى البطيخ، وكل ثمر شجر غير بزره، كبلح وعنب وتوت وبندق، لا بأكل القثاء والزيتون والكرنب (٤) (٥)، ومن حلف لا يتغدى، فأكل بعد الزوال، أو لا يتعشى فأكل بعد نصف الليل، أو لا يتسحر فأكل قبله لم يحنث، ومن حلف لا يأكل من هذه الشجرة حنث بأكل ثمرتها فقط، ولو كانت في إناء، أو لا يأكل من هذه البقرة حنث بأكل كل شيء منها، لا من لبنها وولدها، ومن حلف أن لا يدخل دار فلان حنث بملكه وما استأجره، لا بما استعاره، ومن حلف لا كلمت فلانًا فكاتبه أو راسله حنث على الأصح (٦)، ما لم ينو مشافهته، فإذا ارتج في صلاة ففتح عليه الحالف، وهو مؤتم به لم يحنث، ومن حلف لا ملك له لم يحنث بدين


(١) لأن إطلاق اسم اللحم لا يتناول شيئًا من ذلك. وانظر: منار السبيل (٢/ ٨٠٠).
(٢) كشك: هذا المعروف الذي يعمل من ماء القمح أو اللبن، يقول النووي: ولم أره في شيء من كتب اللغة ولا في المعرب، وهي لفظة أعجمية غير عربية، انظر: المطلع (٣٨٩)، وتحرير ألفاظ التنبيه (٢٨٠).
(٣) مصل: بفتح الميم، شيء يتخذ من ماء اللبن، فإن أرادوا أقطًا أو غيره، جعلوا اللبن في إناء من صدف أو خوص أو كرباس، فتنعزل مائيته منه فهو المصل، انظر: تحرير ألفاظ التنبيه (٢٨٠).
(٤) الكرنب أو الملفوف: لونه أبيض مخضر، غنية بالألياف ومفيدة ومنظفة للقناة الهضمية، وتوصف لمرضى القرحة المعدية والأمعاء والتهابات القولون، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العالمية الإلكترونية.
(٥) الجزر: يستفاد من جذره الذي في التربة، وله عدة ألوان: أرجواني وأرجواني محمر وأصفر، وكلما كان الجزر أكثر احمرارًا دل ذلك على زيادة محتواه من مادة الكاروتين التي يحتاج إليها الجسم. انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العالمية الإلكترونية.
(٦) انظر: الإنصاف (١١/ ٦٣)، ومنتهى الإرادات (٥/ ٢٤٣).

<<  <   >  >>