للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطول المكث، أو بما يشق صون الماء عنه كطحلب (١) وورق شجر ما لم يوضع فيه قصدًا من آدمي عاقل.

الثاني: طاهر غير مطهر، يجوز استعماله في غير رفع الحدث؛ وهو زوال الخبث، وهو ما تغير كثير من لونه أو طعمه أو ريحه بمخالطة شيء طاهر (٢)، من غير جنس الماء، لا يشق صون الماء عنه كزعفران (٣) بقصد أو غيره أو بطبخه فيه، فإن كان التغير يسيرًا لم يسلبه الطهورية، إلا إذا كان في صفاته الثلاث (٤)، أو في صفتين، فإن زال التغير بنفسه عاد إلى طهوريته، ومن هذا القسم ما كان أقل من قلتين، واستعمل في رفع حدث، أو انغمست فيه كل يد المسلم المكلف النائم ليلًا نومًا ينقض الوضوء قبل غسلها ثلاثًا؛ فإن غسل اليدين بنية وتتمته ثلاثًا بعد ذلك النوم واجب (٥) ولو باتت مكتوفة أو في نحو جراب (٦) (٧).


(١) طحلب: مجموعة من المتعضيات الحية القادرة على التقاط طاقة الضوء من خلال عملية البناء الضوئي محولة المواد غير العضوية إلى مواد عضوية تختزن بداخلها الطاقة، وتحيا بإذن الله. وانظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العالمية الإلكترونية.
(٢) غير اسمه حتى صار صبغًا أو خلًّا، أو طبخ فيه فصار مرقًا، فيسلبه الطهورية. وانظر: منار السبيل (١/ ١٠).
(٣) زعفران: يستخرج الزعفران من زهرة صغيرة، ويوجد في قلبها خيوط الزعفران، وهي ذات لون أحمر مشوب بالصفرة، ذات رائحة زكية منعشة، ويتم استخراجها بدقة متناهية، وبأيدي أشخاص ذوي خبرة وفن في التقاطها وتجميعها، وزراعة الزعفران من النباتات المكلفة ماديًا وفنيًا وتقنيًا، وانظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العالمية الإلكترونية.
(٤) الصفات الثلاث: هي اللون والطعم والرائحة.
(٥) ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية إلى استحباب غسل اليدين قبل الوضوء للقائم من النوم، وذهب الحنابلة إلى الوجوب. انظر: الهداية (١/ ٢٨٠)، والثمر الداني (٤١)، والإقناع (١/ ٨١).
(٦) الجِرابُ: وِعاءٌ يُوعَى فيه، وهو من إهاب الشّاءِ، والجمع: جُرُبٌ، وانظر: كتاب العين (٦/ ١١٣).
(٧) لأن الأمر تعبدي لا لأجل النجاسة، فالمتيقن والشاك سواء، وانظر: حاشية الروض المربع (١/ ٨٥).

<<  <   >  >>