كتاب "الأعلام" للعلامة خَيْر الدِّين الزركلي، فيما عَدَا اسْتِثْنَاءَات قليلة أحَالُوا فيها إلى الترجمة العربية لـ "تاريخ الأدب العربي" لكارل بروكلمان، ولـ "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزجين و "مُعْجَم المطبوعات العَرَبيَّة والمعرَّبَة" ليُوسُف إِلْيَان سركيس، وأحيانا كانا يُضِيفَان أرقام بعض مخطوطات نُسَخ الكتاب أو يُشِيران إلى طَبَعاته المختلفة بين مَعْقُوفَتَيْن في نَص الكتاب، دون اسْتِقْصَاءٍ أو تتبع وإِنما كيفما اتَّفَق.
وقاما كذلك بتَرْقِيم مُصَنَّفَات كلِّ مُؤلِّف دون سَبَبٍ وَاضِحٍ لذلك، ولا يُوجَدُ بالنَّشْرَة أَي ضَبْط للأغلام أو المُصْطَلَحَات أو عَنَاوِين الكُتُب. وأَوْرَدَا [بين صفحتي ٤٠٨ - ٤١٣] التَّرَاجِم السَّاقِطَة من طَبْعَة فليجل من أوَّلِ المَقَالة الخَامِسَة نَقْلًا عن طَبْعَة القاهرة - رغم أنَّه أصْبَحَ مَعْرُوفًا الآن أنَّها ليست للنديم، وسَبَقَ أَنْ شَكَكَ في أصَالَتِها فليجل نَاشِر النَّشْرَة الأولى للكتاب - واحْتَفَظَا بالنَّصِّ الوَارِد فيها هكذا:"ونَقَلَها العَلَّامَة أحمد تيمور باشا إلى نُسْخَتِه وتكرَّم سَعَادَته فَسَمَحَ لنا بنقلها عن نُسْخَته فَجَعَلْنَاها تكملةً لطَبْعَتِنا هذه"! علما بأنَّ هذا السَّماح كان لناشري طبعة القاهرة سنة ١٣٤٨ هـ، وهو المأخَذُ نفسه الذي أخَذَهُ الدكتور شَعْبَان خَلِيفَة على ناشِر طَبْعَة دار المعرفة سنة ١٩٧٨ م حيث قال في المقدِّمة [صفحة ٢٩]: "ويبدو أنَّ النَّاشِرَ الذي كَتَبَ هذا التنويه سنة ١٩٧٨ م لا يَعْرِفُ أَنَّ أَحمد باشا تَيْمُور قد تُوفي منذ سنة ١٩٣٠ م، أي قبل نِصْف قَرْنٍ تَقريبا من ظُهُورٍ طَبْعَته، فكيف سَمَحَ له بنقلها، كما لا يَعْرِفُ أنَّ الجامعة المصرية في سنة ١٩٧٨ م أَصْبَحَ اسْمُها جامعة القاهرة!! إنَّه سُوق النَّشْر في بيروت لبنان"، فكيف يقع هو نفسه في هذا الخطأ، إلَّا أن يكون قد قامَ هو فَقَط بكتابة مُقَدِّمَة النَّشْرَة وقامَ زميله بإعْدَاد نَصَ "الفهرست"!
ومن نَاحِيَة تحقيق النَّص وتَحْرِيره وقراءته قِرَاءَةً صَحِيحَة، لم يتحقق هذا الغَرَضُ في هذه النَّشْرَة التي لم تتبع أبْسَطَ قَوَاعِد تحقيق النُّصوص. كما أنَّ كشَّافاتها التي اشْتَمَلَت على ثلاثة أنواع من الكشافات: للمُؤلِّفين وقُسِمَت إلى قِسْمَين: مؤلِّفين