للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُحَذِّرُوا من غَضَبِه، ووَعَدُوا مَنْ أطَاعَ نَعِيمًا لا يَزُولُ، وأَوْعَدُوا مَنْ عَصَى عَذَابًا واقْتِصَاصًا بقَدْرِ اسْتِحْقَاقِه، ثم يَنْقَطِعُ ذَلِك.

وقد حُكي عن بَعْض أَوَائِلهم أَنَّه قال: يُعَذِّبُ الله تِسْعَةَ أَلْفِ دَوْرٍ، ثم يَصِيرُ إلى رَحْمَةِ الله، وأنْ يَخُصَّ هؤلاء القَوْم الذين دَعَوْا إلى الله، وإلى الحَنِيفيَّة التي يَتَسَمَّون بها. وأنَّ مَشْهُوريهم وأعْلامَهُم: أرَاني، وأَغْثَاذَيْمُون، وهِرْمِس، وبَعْضُهم يَذْكُر سولون جَدّ فَلَاطُن الفَيْلَسُوف لأُمِّه. ودَعْوَةُ هؤلاء القَوْم كلِّهم وَاحِدَة، وسُنَّتُهم وشَرَائِعُهُم غير مُخْتَلِفَة. جَعَلُوا قِبْلَتَهُم وَاحِدَة، بأنْ صَيَّرُوها لقُطْب الشَّمَالِ في سَفَرِه. العُقَلَاءُ قَصَدُوا بذلك للبحث عن الحِكْمَة، ودَفَعُوا ما نَاقَضَ الفِطْرَة. ولَزِمُوا فَضَائِلَ النَّفْس الأرْبَع، وأخَذُوا بالفَضَائِل الجُزئِيَّة، وتَجَنَّبُوا الرَّذَائِلَ الجُزْئِيَّة، وقالوا: إِنَّ السَّمَاءَ تَتَحَرَّكُ حَرَكَةً اخْتِيارِيَّةً وعَقْلِيَّةً.


=
١٨٥٦ Ssabismus، I - II، Leipzig، كما نَقَلَ فرنسوا دي بلوا ما ذكره النَّديمُ عن الصَّابئة في مقاله (FRANCOIS DE BLOIS، The Ssabians' (Sabi'un in Pre - Islamic Arabia"، Acta Orientalia ٥٦ - ٣٩ - ٦١. pp ،(١٩٩٥) وعَقَد جوتار شْتروماير مقارنَةً بين ما ذكره النَّديم والبيروني عن صابئَة حَرَّان، G.STROHMATER <<Die harrânischen Sabier bei Ibnan - Nadîm und al - Biruni" in Ibn an - Nadîm und die mittelalt - erliche arabische literatur، pp. ٥١ - ٥٦.
يقول المسعوديّ: "وظَهَرَ في سنةٍ من مُلْك "طَمْهُورَت رَجُلٌ يقالُ له بوداسْف أحَدَثَ مذهب الصابقة … فيُقَالُ إِنَّ هذا الرَّجل أوّل من أظهَرَ مَذْهَبَ من الصَّابِئَة للحَرَّانيين والكيماريين. وهذا النُّوْعُ من الصَّابِئَة مُبَايِنُون للحَرَّانيين في نِخْلَتهم، ودِيَارُهم بين بلاد واسط والبَصْرَة من أرْض العِرَاق نحو البَطَائِح والآجَام (مروج الذهب ١: ٢٦٣؛ البيروني: الآثار الباقية ٢٠٤). وانظر عن بوداشف فيما تقدم ١: ٣٧٠ هـ.
وراجع كذلك المسعودي: مروج الذهب ١: ١٠٩ - ١١٠، ٣٩١:٢ - ٣٩٦ (عن كتابٍ رآه لأبي بكر محمد بن زكريا الرَّازيّ ذكر فيه مذاهب الصَّابِئَة الحَرَّانيين)؛ القاضي عبد الجبار: المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٥٢:٥ - ١٥٤ (عن الحسن ابن موسى النَّوْبَخُتي وأحمد بن الطَّيِّب السَّرْخَسِيّ)؛ الخوارزمي: مفاتيح العلوم ٢٥؛ الشهرستاني: الملل والنحل ٢١٠١، ٦:٢ - ٤٦، T. FAHD، El art ٦٩٤ - ٩٨ .al - Sabi'a VIII، pp الليدي دراور: الصَّابِئَة المَندائيون في العراق وإيران، ترجمة نعيم بدوي وغضبان روبي، بغداد - الدار العربية للموسوعات ١٩٦٩، عبد الرَّزَّاق الحسني: الصَّابِئون في حاضرهم وماضيهم، بيروت ١٩٥٨؛ عزيز سباهي: أصول ديانة الصَّابِئَة، دمشق - دار المدى ١٩٩٣، ١٩٩٧، ٢٠٠٣؛ أحمد عبد المنعم العدوي: الصَّابئة من ظهور الإسلام حتى سقوط الخلافة العبَّاسية، القاهرة - رؤية ٢٠١٢ م.