المُفْتَرَضُ عليهم من الصَّلاةِ في كلِّ يوم، ثَلَاثٌ: أَوَّلُها قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ بنِصْفِ سَاعَةٍ أو أقلّ لتَنْقَضِي مع طُلُوعِ الشَّمْس، وهي ثَمَان رَكْعَاتٍ وثَلاثُ سَجْدَات في كلِّ رَكْعَة. الثَّانِيَة انْقِضَاؤُها مع زَوَالِ الشَّمْس، وهي خَمْسُ رَكْعَات وثَلاثُ سَجْدَات في كلِّ رَكْعَة. الثَّالِثَة مِثْل الثَّانِيَة، انْقِضَاؤُها عند غُرُوبِ الشَّمْس. وإنَّما لَزِمَت هذه الأوْقاتُ، لَموَاضِع الأوْتَاد الثَّلاثَة التي هي: وَتِد المَشْرِق ووتد وَسَطِ السَّمَاء ووَيْد المَغْرِب. ولم يَذْكُر أَحَدٌ منهم أنَّ من الفَرْضِ صَلاةً لوَقْتِ وَتِد الأرْض. وصَلَوَاتُهم النَّافِلَة، التي هي بمَنْزِلَة الوِتْر في لُزُومِه للمُسْلِمِين، ثلاثٌ في كلِّ يَوْم: الأولى في السَّاعة الثَّانِيَة من النَّهَارِ، والثَّانِيَة في السَّاعَة التَّاسِعَة من النَّهَار، والثَّالِثَة في السَّاعَة الثَّالِثَة من اللَّيْل، ولا صَلاةَ عِنْدَهُم إِلَّا على طُهُور (١).
والمُفْتَرَضُ عليهم من الصِّيَام ثَلاثُون يَوْمًا، أَوَّلُها لَثَمَانٍ يَمْضِين من اجْتِمَاعِ آذَار. وتِسْعة أُخَر أَوَّلُها لتشع بقين من اجتماع كانون الأوَّل. وسَبْعَةُ أَيَّامٍ أُخَر، أَوَّلُها لَثَمَان يَمْضِينَ من شُبَاط، وهي أَعْظَمُها. ولهم تَنَقُل من صِيَامِهم وهو سِتَّة عَشَر، وسبعة وعِشْرون يومًا.
ولهم قُرْبَانٌ يَتَقَرَّبُون به، وإِنَّما يَذْبَحُون للكَوَاكِب. ويقول بعضُهم إنَّه إِذا قَرَّبَ باسْم البَارِي كانت دَلالَةُ القُرْبَان رَدِيئة، لأنَّه عندهم تعَدَّى إلى أَمْرٍ عَظِيمٍ وتَرَك ما هو دُونَه، ممَّا جَعَلَهُ مُتَوَسّطًا في التَّدْبِير. والذي يُذْبَح للقُرْبَان: الذُّكُورُ من البَقَر والضَّأن والمَعِز وسَائِر ذي الأرْبع غير الجَزُور ممَّا ليس له أسْنَانٌ في اللَّحْيين جَمِيعًا. ومن الطَّير، غير الحمام، ما لا مِخْلَبَ له. والذَّبِيحَةُ عندهم ما قُطِعَ الأَوْدَاج والحُلْقُوم. والتَّذْكِيَةُ مُتَّصِلَةٌ مع الذَّبِيحَة لا انْفِصَالَ بينهما. وأكْثَرُ ذَبَائِحهم الدُّيُوك، ولا يُؤْكَلُ القُرْبانُ، ويُحْرق. ولا تُدْخَل الهَيَاكِلُ ذلك اليَوْم. وللقُرْبَان