وخَرَجَت هذه النُّسْخَةُ من مصر إلى الشَّام فعليها عَلامَةُ تَمَلُّكٍ نَصُّها:"من كُتُب أحمد بن عليّ" وبجوارها: "بدمشق سنة ٨٣٥"، وهو ليس خط أحمد بن علي المقريزي وإِنما خَطُّ شَخْص آخر يحمل الاسْمَ نَفْسَه، وعَلامَة تملك أخرى تأريخها سنة ٨٨٥. ثم قُسِمَت النَّسْخَةُ إِلى قِسْمَين فُقِدَ خلالها الكُرَّاسَةُ الثَّانِيَةُ والكُرَّاسَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ التي تَقَعُ بين القِسْمَيْن، ذَهَبَ القِسْمُ الثَّاني منها إلى إستانبول قَبْل سَنَة ١٠٩٣ هـ /١٦٨٢ م (تأريخ نَسخ نُسخة مكتبة عارف حكمت المَنْقُولَة عنها [فيما تقدم (١٧٩)]، ودَخَلَ في مِلْكِ شَخص كتب على الصَّفْحَة الأولى:"تَمَلَّكَهُ العَبْدُ الفَقِيرُ إِلى عَوْنِ الغَفُور الوَدُود: مَسْعُود بن إبراهيم … غَفَرَ الله له ولأسلافه ورضي عنهم، بالشِّرَاءِ الشَّرْعِي بمدينة قُسْطَنْطِينية". ثم اقْتَنَاهُ وَلِيُّ الدِّين جَارُ الله أَفَنْدي (١٠٧٠ - ١١٥١ هـ / ١٦٥٩ - ١٧٣٨ م)(١) صاحب المكتبة المعروفة باسمه في إستانبول، حيث سَجَّل على الطَّرَفِ الأَعْلَى لأوَّل النُّسْخَة بخَطِّه:"من أَلْطَفِ نِعَم الله على عَبْدِه وَلِي الدِّين جَارِ الله سنة ١١٣١ هـ = ١٧١٨ م)، فعلى الوَرَقَة الأولى والوَرَقَة الأَخِيرَة خَاتَمٌ، نَصُّ ما كُتِبَ عليه: "وَقَفَ هذا الكتاب الله أبو عبد الله ولي الدِّين جَارُ الله، بِشَرْطِ أَنْ لا يَخْرُج من خِزَانَة بناها بجنب جَامِع سلطان محمد بقسطنطينية سنة ١١٣٧". ثم أُضِيفَت بعد ذلك إلى خِزَانَة كُتُب الوزير الشَّهيد علي باشا، المتوفَّى سَنَة ١١٢٨ هـ/١٧١٦ م، وسُجِّلت بها تحت رقم ١٩٣٤!
أمَّا القِسْمُ الأَوَّل فقد انْتَقَلَ إلى مَدِينَة عَكَّا بِفَلَسْطِين، لا نَدْري في أي تأريخ، حَيْثُ وَقَفَهُ أحمد باشا الجزار والي عَكَّا، المتوفى سنة ١٢١٩ هـ/١٨٠٤ م، على جامع نُور أَحْمَدِيَّة الذي أَنْشَأَهُ بالمَدِينَة. ونَصُّ الوَقْفِيَّة المَدَوَّنَة على ظهرِيَّة الكتاب:
(١) راجع عنه أحمد عبد المجيد هريدي. "وليّ الدِّين جَارُ الله وبرنامج قراءاته"، حوليات إسلامية An.Isl. ١٦ (١٩٨٠)، ١ - ٥٧.