للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَرَأْتُ في "كِتَابِ مَكَّة" لعُمَر بن شَبَّة وبخَطِّه (١): أَخْبَرَنِي قَوْمٌ من عُلَمَاءِ مُضَر قالُوا: الذي كَتَبَ هذا العَرَبِيّ الجَزْم رَجُلٌ من بني يَخْلَد بن النَّضْر بن كِنَانَه، فكَتَبَتْ حِينئذٍ العَرَبُ.

وعن غَيْرِه: الذي حَمَلَ الكِتَابَة إلى قُرَيْشٍ بمكَّة أبو قَيْس بن عَبْد مَنَاف بن زُهْرَة، وقد قِيلَ حَرْبُ بن أُمَيَّة. وقيل إنَّه لمَّا هَدَمَت الكَعْبَةَ قُرَيْشٌ وَجَدُوا فِي رُكْنٍ من أرْكانها حَجَرًا مَكْتُوبًا فيه: "السِّلْف بن عَبْقر يَقْرَأ على رَبِّهِ السَّلامَ من رَأْسِ ثَلاثَة آلاف سَنَة".

وكان في خِزَانَةِ المأمُونِ (٢) كِتَابٌ بخَطِّ عبد المُطَّلِب بن هَاشِم، في جِلْدِ أدْمٍ فيه: "ذِكْرُ حَقّ عبد المُطَّلِب بن هَاشِم من أهْلِ مَكَّة على فُلانٍ بن فُلانٍ الحِمْيَريّ من أهْلِ زَوْل صَنْعاء، عليه ألْفُ دِرْهَم فِضَّة كَيْلًا بالحَدِيدَة ومَتَى دَعَاهُ بها أجَابَه، شَهِدَ الله والمَلَكان". قال: وكان الخَطُّ يُشْبِه خَطَّ النِّسَاء (٣).

ومن كُتَّابِ العَرَبِ أَسِيدُ بن أبي العِيص (٤)، أُصِيبَ في حَجَرٍ بَمَسْجِد السُّرَر عند قَبْرِ المَرَتَيْن، وقد حَسَمَ السَّيْلُ عن الأرْض، فيه: "أنا أَسِيدُ بن أبي العِيص، تَرَحَّمَ الله على بَنِي عَبْد مَنَاف" (٥).


(١) انظر فيما يلي ٣٤٦.
(٢) خِزَانَةُ المأمون؛ أي خِزَانَة (مكتبة) بَيْت الحكمة ببغداد التي ظَلَّ العلماءُ يتردَّدون عليها حتَّى نهاية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. قارن كذلك مع ما ذكره ابن أبي أصيبعة من أنَّه رأى أشْيَاءَ كثيرة من كتب جالينوس وغيره … وعلى تلك الكُتُب "عَلَامَة المأمُون". (عيون الأبناء ١: ١٨٧)؛ وراجع عن بَيْت (خِزَانَة) الحِكْمَة Y.ECHE، Les bibliothèques arabes publiques et semi - publiques en Mésopotamie، en Syrie et en Egypte au Moyen Age، Damas IFD ١٩٦٧، pp.٢٧ - ٥٧; M. G. BALTY - GUESDON، "Le Bayt al - Hikma de Bagdad"، Arabica XXXIX (١٩٩٢)،pp. ١٣١ - ٥٠.
(٣) ياقوت: معجم البلدان ٣: ١٥٩.
(٤) انظر البلاذري: أنساب الأشراف، القسم الرابع (بنو عبد شَمْس) ٤٥٦ - ٤٧٨؛ ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ٨٠، ١١٣.
(٥) النَّص عند الفاكهي: أخبار مكة ٣٢:٤، وانظر عن المسجد، الأزرقي: أخبار مكة ٢: ٨١٥.