للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرَفَهُ العَرَبُ باسم "الفينكس FINAKES" (حيث تُقْلَبُ البَاء اليونانية فاء في العربية) [٣٦:١) من أوائل الفَهَارِس التي أُعِدَّت مُؤَلَّفَاتِ شَخْصٍ بِعَيْنِهِ إِنْ لم يكن أوَّلَها على الإطلاق. وأَشَارَ إلى هذا "الفِهْرِس" حُنَيْنُ بن إِسْحَاق، المُتَوَفَّى سَنَة ٢٦٠ هـ / ٨٧٣ م، [٢: ٢٨٩ - ٢٩١]، الذي تَوَفَّرَ على تَرْجَمَة مُؤلَّفَاتِ جَالِينُوس ونَقْلِها إلى العَرَبِيَّة، بقَوْله:

"إن جَالينوس وَضَعَ كِتَابًا رَسَمَ فيه ذِكْر كُتُبِه وسَمَّاهُ "فِينَكس"، وتَرْجَمَتُه "الفِهْرِسْت". وإِنَّ جَالِينُوس وَضَعَ مَقَالَةً أَخْرِى وَصَفَ فِيها مَرَاتِبَ قراءة كتبه" (١).

ثم أَضَافَ وَاصِفًا له:

"أما الكِتَابُ الذي سَمَّاهُ جَالِينُوس "فينكس" وأَثْبَتَ فِيهِ ذِكْرَ كُتُبِه، فهو مَقَالَتَان: ذَكَرَ في المَقَالَةِ الأولى كُتُبه في الطِّبّ، وفي المقالة الثانية كُتبه في المَنْطِق والفَلْسَفَة والبلاغة والنحو. وقد وَجَدْنَا هاتين المقالتين في بعض النسخ باليونانية مَوْصُولَتَيْن كأَنَّهما مَقَالَةٌ وَاحِدَةٌ. وغَرَضُهُ في هذا الكتاب أَنْ يَصِفَ الكُتُب التي وَضَعَ ومَا غَرَضُهُ في كُلِّ وَاحِدٍ منها وما دَعَاهُ إلى وَضْعِه ولمن وَضَعَهُ وفي أي حَدٍّ من سنه" (٢).

ثم قال:

"وقد سَبَقَني إلى تَرْجَمَتِه إلى السُّرْيانية أيُّوبُ الرُّهَاوِي المعروف بالأبْرَش، ثم تَرْجَمْتُهُ أنا من السُّريانية لدَاوُد المتطبِّب وإلى العربي لأبي جَعْفَر محمد بن مُوسَى" (٣).


(١) ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء ١: ١٣٥؛ وفيما يلي ٣٦:١.
(٢) نفسه ١٣٦:١.
(٣) نفسه ١: ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>