للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعَرَبُ تَكْتُبُ في أكتافِ الإبل واللِّخَافِ، وهي الحِجَارَةُ الرِّقاقُ البِيض، وفي العُسُب عُسُبِ النَّخْل. والصِّينُ في الوَرَقِ الصِّيني، ويُعْمَل من الحَشِيش، وهو أكْثَرُ ارْتِفَاع البَلَد. والهِنْدُ في النُّحاس والحِجَار وفي الحَرير الأبيض.

فأَمَّا الوَرَقُ الخُراسانيّ فيُعْمَل من الكتَّان، ويُقالُ إِنَّه حَدَثَ فِي أَيَّام بني أُمَيَّة وقيل في الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّة، وقيل إِنَّه قَدِيمُ العَمَلِ وقيل إِنَّه حَدِيثٌ، وقِيلَ إِنَّ صُنَّاعًا من الصِّينِ عَمِلُوه بخُرَاسَان على مِثَالِ الوَرَقِ الصِّيني (١). فَأَمَّا أَنْوَاعُه: السُّلَيْمَانِي، الطَّلْحِيّ، النُّوحِيّ، الفِرْعَوْنِيّ، الجَعْفَرِيّ، الطَّاهِرِيّ (٢).

<و > أقامَ النَّاسُ ببغداد سِنِينَ لا يَكْتُبون إلَّا في الطُّرُوس (٣)، لأنَّ الدَّوَاوِينَ نُهِبَت في أيَّام محمَّد بن زُبَيْدَة (٤) وكانت في جُلُودٍ، فكانت تُمحى ويُكتَبُ فيها.


(١) الوَرَقُ الصِّيني. يُسَجِّلُ انْتِصَارُ المسلمين على حاكم كوشا الصِّيني، كاوسيان - شيش في ذي الحجة سنة ١٣٣ هـ / يولية سنة ٧٥١ م، على ضِفَافِ نهر طَرَاز (طَلَس) في آسيا الوسطى (جنوب كزاخستان الحالية)، التَّاريخَ الحقيقي لبداية التَّوسُّع الضَّخم لصناعة المسلمين للورق واستخدامهم له، حيث كُلِّفَ الأسْرَى الصينيون - الماهرون في صناعة الوَرَق - بإقامة مطابخ للوَرَق في سَمَرْقَند. ثم عُرِفَت مطابخُ للوَرَقِ في بغداد منذ عام ١٧٨ هـ / ٧٩٤ م وأخَذَت صناعتُه في الازدهار، الأمر الذي أدَّى إلى التَّراجع السَّريع للبردي والرَّق، ديروش): المرجع السابق ١٠٠ - ١١٩؛ أيمن فؤاد: المرجع السابق A. GROHMANN، EI ٢ art. Kâghad IV، ٢٠ - ٣١ pp. ٤٣٧ - ٣٨; J. BLOOM، Paper before Print. The History and Impact of Paper in the Islamic World، New Haven - London، Yale University . (Press ٢٠٠١
(٢) القلقشندي: صبح الأعشى ٤٨٧:٢ - ٤٨٨.
(٣) الطِّرْسُ ج. طُروس (palimpseste(s. هو الرَّقُ المُعادُ استخدامه بعد غسله ومحو ما عليه من كتابة (ديروش: المرجع السابق ٩١ - ٩٤؛ أيمن فؤاد: المرجع السابق ٢٠١٩ R. G. KHOURY، El art، a PP.٧٢٢ - ٢٩ ' VIII،
(٤) أي الخليفةُ العبَّاسي محمد الأمين بن هارون الرَّشيد (١٩٣ - ١٩٨ هـ / ٨٠٩ - ٨١٣ م)، فأمُّه زُبَيْدَة بنت جَعفَر بن أبي جَعْفَر المَنصُور، واسْمُهَا أَمَةُ العَزيز، وزُبَيْدَة لَقَبٌ لها. (الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ٤: ٥٤١ - ٥٤٧؛ ١٦: ٦١٩ - ٦٢٠).