لَفْظٍ ولا تَزْيِينَه مَخَافَةَ التَّحْرِيف، ولم أزد على ما وَجَدْتُه في الكِتَابِ الذي نَقَلْتُه ولم أُنْقُص، إلَّا أن يكون في بعض ذلك من الكلام ما هو مُتَقَدِّمٌ بلُغَةِ أَهْلِ ذلك الكتاب، فلا يَسْتَقيمُ لَفْظُه في النَّقْلِ إلى العربية إِلَّا أَنْ يُؤَخَّر، <و> منه ما هو مُؤَخَّر لا يَسْتَقيمُ إِلَّا أَنْ يُقَدَّمَ ليَسْتَقيمَ ذلك بالعَرَبيَّة. وهو مِثْل قَوْلِ مَنْ يَقُول: اب مارْقَان - تَرْجَمَتُه بالعَرَبية:"مَاءً هَات"، فأَخَّرْتُ الماءَ وقَدَّمْتُ هات، وكذلك اللُّغات فيما يَسْتقيمُ إذا نُقِلَ إلى العَرَبِيَّة. وأعُوذُ بالله أنْ أزِيدَ في ذلك أو أنْقُصَ منه إلَّا على هذا الوَجْهِ الذي ذَكَرْتُه وبَيَّنْتُه في هذا الكتاب.
وقال في موضعٍ آخر من الكتاب: فجَمِيعُ الأَنْبِيَاء مائةُ ألف نَبِيّ وأَرْبَعَة وعِشْرُون ألف نَبِيّ، منهم المُرْسَلُون بالوَحْيِ شِفَاهًا ثلاث مائة وخَمْسَة عَشَر نَبِيًّا.
وجَميعُ ما أَنْزَلَ الله تَعَالى من الكُتُب، مائةُ كِتَاب وأَرْبَعَة كُتُب، من ذلك: مائة صَحِيفَةٍ أَنْزَلَها الله تَعَالى فيما بين آدَم ومُوسَى. فَأَوَّلُ كِتَابٍ منها أَنْزَلَه، جَلَّ اسْمُهُ:"صُحُفُ آدَم"﵇، وهي إحْدَى وعِشْرُون صَحِيفَة. والكِتَابُ الثَّانِي أَنْزَلَه الله على شيث ﵇ وهو تِسْعٌ وعِشرون صَحِيفَة. والكِتابُ الثَّالث الذي أَنْزَلَه الله تَعَالى على أخْنُوخ - وهو إدريس ﵇ وهو ثَلاثُون صَحِيفَة. والكِتَابُ الرَّابع أنْزَلَه - جَلَّ اسْمُهُ - على إبْراهيمَ ﵇ وهو عَشْرُ صَحائف. والكِتَابُ الخامِس على مُوسَى وهو عَشْرُ صَحَائِفِ، فذلك خَمْسَةُ كُتُبٍ مائة صَحِيفَة.
ثم أَنْزَلَ ﵎"التَّوْرَاةَ" على مُوسَى ﵇ بعد الصُّحُفِ بَزَمَانٍ في عَشْرَةِ ألْوَاح. وذَكَرَ أحمد بن عبد الله <بن سَلَام>، أَنَّ الأَلْوَاحَ خُضْرٌ وكِتَابَتُها حَمْرَاء في مِثْل شُعَاع الشَّمْس قال محمَّدُ بن إِسْحَاق: اليَهُودُ لا تَعْرِفُ هذه الصِّفَة - وقال أحمد: فلمَّا نَزَلَ مُوسَى من الجَبَلِ ووَجَدَ أَصْحَابَه قد عَبدُوا العِجْلَ، رَمَى بها فتَكَسَّرَت ثم نَدِمَ، فَسَأَلَ الله ﷿ أَنْ يَرُدُّها عليه، فأَوْحَى الله - جَلَّ اسْمُهُ - أَنِّي أَرُدُّها في لَوْحَيْن، وفَعَلَ الله له ذلك فأَخَذَ اللَّوْحَيْن: لَوْح الميثاق، والآخر لَوْح الشَّهَادَة.