للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من الأبْنِيَة والممالِك وأجْنَاسِ الأُمَم" مَنْسُوبٍ إلى بَعْض آل ثَوَابَة [٤٤٤:٢]، نَقَلَها عنه فيما بَعْد المَقْريزيّ في "المَوَاعِظ والاعْتِبَار".

وتَكْتَسِبُ التَّرْجَمَةُ التي أَفْرَدَها لخَالِد بن يَزِيد بن مُعَاوِيَة أَهَمِّيَّةً خاصَّةً لأَنَّ الكُتُبَ التي ذَكَرَها من تأليفه رآها بنفسه، كما رأى من شِعْرِه الذي عَمِلَه في الصِّنَاعَة نحو خمس مائة وَرَقَة.

أَمَّا أَسْمَاءُ الكُتُب التي ألَّفَها الحُكَمَاءُ والتي أَوْرَدَ قائِمةً بها فقد رأى بَعْضَها وعَرَّفَه الثِّقَةُ - الذي لم يُصَرِّح باسْمِه - أنَّه رَآها، وذكر بَعْضَها الآخر عُلَمَاءُ هذه الصَّنْعَة في كُتُبهم [فيما يلي ٤٤٩:٢ - ٤٥٠].

وأهَمُّ ما ذكره في هذه المَقالَة التَّرْجَمة المُطَوَّلة التي أَوْرَدَها لجَابِر بن حَيَّان، واعْتَمَدَ فيها على ما حَدَّثَه به بعضُ الثِّقَات [٤٥١:٢]، ورَدَّ فيها كذلك على تَشَكُّك جَمَاعَةٍ من أهْلِ العِلْم وأكابر الوَرَّاقِين في الوُجُود التَّاريخي لجَابِر بن حَيَّان، وتأكيده أنَّ الرَّجُلَ له حَقِيقَة، وأمْرُهُ أَظْهَرُ وأَشْهَرُ وتَصْنيفاتهُ أعْظَمُ وأكثرُ، واسْتَشْهد بذِكر الرَّازِي له في كُتُبه المُؤَلَّفَة في الصَّنْعَة.

أَمَّا قَائِمَةُ مؤلَّفَات جَابِرٍ فَذَكَر أَنَّ لجابِر "فِهْرِسْتًا كبيرًا يحتوي على جَميع ما أَلَّفَ في الصَّنْعَة وغيرها" و "فِهْرِسْتًا صَغِيرًا يحتوي على ما أَلَّفَ في الصَّنْعَة فقط" ثم أضَافَ أنَّه يذكر من كُتُبه جُمَلًا رآها وشَاهَدَها الثِّقَاتُ فَذَكَرُوها [٢: ٤٥٢ - ٤٥٨]. وقد أثْبَتَت الدِّراسَاتُ الحَديثَةُ أنَّ "فِهْرِسْتَ كُتُبِ جَابِرٍ" الذي نَقَلَ عنه النَّديمُ، مَوْثُوقٌ، وتَوَثَّقَ وُجُود عَدَدٍ كبير من العَنَاوِين الوَارِدَة فيه عن طَريق نُسَخ الكُتُب التي وَصَلَت إلينا ويُحيلُ بَعْضُها على بَعْض، إضافةً إلى ذلك فقد أكَّدَت نَتَائِجُ الدِّراسات الحَدِيثَة ذلك التَّتَابُع الزَّمَني الذي بَيَّنَه النَّديمُ على ضَوء "فِهْرِسْت" جَابِر نفسه، حيث تَشْتَرِك هذه الرَّسائل والأفْكار المُهَيْمنَةُ عليها في سِمَاتٍ لُغَوِيَّة وتعبيرية مُعيَّنة، بحيث - كما يقول كراوس KRAUS - لا يُمْكن

<<  <  ج: ص:  >  >>