للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم رَجُلٌ يُدْعى أبو دُلَف اليَنْبُرُغي وَصَفَه بأنَّه كان جَوَّالَةً وأمَدَّهُ بالكثير من المَعْلُومات ما كان يجري في أماكن عِبَادَات الهُنُود في مُكْرَان وقَنْدَهَارٍ وقِمَار والصَّنْف [٤٢٦:٢ - ٤٢٧].

أمَّا ما سَجَّلَهُ عن مَذَاهب أهْل الصِّين فهو من أَوَاخِر ما كتبه في "الفِهْرِسْت" قد حكاهُ له الرَّاهِبُ النَّجْرَانِي الوَارِدُ من بَلَدِ الصِّين في سَنَة سَبْعٍ وسبعين وثلاث مائة، وهو رَجُلٌ رَجُلٌ من أهْل نَجْرَان أَنْفَذَهُ الجاثَليق إلى بَلَدِ الصِّين سَنَة ٣٧١ هـ / ٩٨٢ م وأَنْفَذَ. معه خمسة أُنَاسٍ من النَّصَارَى ممن يَقُومُ بأمْر الدِّين، لم يعد منهم سوى هذا الرَّاهِب وآخَر بعد أنْ أمْضَيَا هناك سِتّ سَنَوات، الْتَقَى به النَّديمُ بدَار الرُّومِ وَرَاء البَيْعَة، الوَاقِعَة بالجَانِب الغَرْبي من بَغْدَاد الشَّارِعَة على نهر كرْخَايَا الذي عليه القَنْطَرَةُ المعروفة بالرُّوميين. ووَصَفَه بأنَّه رَجُلٌ شابٌّ حَسَن الهَيْئَة قليل الكلام إِلَّا أَنْ يُسْأل [٤٣٣:٢]، فسأله عن سَبَب تأخُّره في هذه البلاد وما شاهَدَه فيها وأحْوَال ملوكها، وعن مَذَاهِبهم، وأكَّدَ ما ذكره له أنَّ اسْمَ مَلِكِ الصِّين: بَغْبُور، ومَعْنَاهُ بلُغَتهم "ابن السَّمَاء" كما سَبَقَ وقاله له شَخْصٌ يُدْعَى جَيْكى الصِّينِي سَنَة سِتٍّ وخمسين وثلاث مائة [٤٣٥:٢].

وممَّن أفَادَه كذلك بأخْبَار الصِّين أبو دُلَف اليَنْبُرُغي الجَوَّالَة الذِي أَفَادَهُ من قَبْل بأخْبَار الهِنْد [٤٣٦:٢].

وبَدَأَ النَّديمُ المَقَالَة العَاشِرَة والأخِيرَة من الكِتَابِ بتَعْرِيف صِنَاعة الكيمياء وأوَّل من تكلَّم على عِلْم الصَّنْعَة، رُبَّما نَقْلًا عن محمد بن زكريَّا الرَّازي [٤٤٢:٢]. ثم تَحَدَّثَ عن هِرْمِس البابِليّ وأَوْرَدَ حِكَايَةً عن الهَرَمين المَوْجُودَيْن بمصر نَقْلًا عن كتابٍ وَقَعَ إلَيْه يحتوي على قِطْعَةٍ من "أخْبَار الأرْض وعَجَائب ما عليها وما

<<  <  ج: ص:  >  >>