للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوله: "وقد اسْتَقْصَى البَلْخِيُّ أَخْبَارَ الخُرَّمِيَّة ومَذَاهِبَهم وأَفْعَالَهم في شُرْبهم ولَذَّاتهم وعِبَادَاتهم في كتاب "عُيُون المَسَائل والجَوَابَات"، ولا حَاجَة بنا إلى ذِكْر ما قد سَبَقَنا إليه غَيْرُنا" [٤١٦:٢].

واسْتَمَدَّ النَّديمُ ما ذكره عن السَّبَبِ في بَدْءِ أَمْرِ بَابَكَ الخُرَّمِيّ وخُرُوجِه وحُرُوبِه ومَقْتَله من كتاب "أَخْبَار بَابَك" لوَاقِد بن عَمْرو التَّمِيميّ [٤١٧:٢ - ٤٢٠]، وهو كتابٌ مَفْقُودٌ، ورَغْم مَعْرِفَة النَّديم به وبمُؤَلِّفه فلم يُفْرد لهذا المُؤَلِّف مَدْخَلًا في مَقَالَة الأخْباريين والكُتَّاب.

وكان "كِتَابُ الدَّوْلَة العَبَّاسِيَّة" لإبراهيم بن العَبَّاس الصُّولِيّ مَصْدَرَ ما ذَكَرَهُ النَّديمُ عن المَذَاهِب التي حَدَثَت بخُرَاسَان في الإسلام، مثل مَذْهَب بَهَافْريد بن فَرْوَرْدِين [٤٢٠:٢ - ٤٢١]. وكان كتابُ "أَخْبَار مَا وَرَاءِ النَّهْر من خُرَاسَان" لمُؤلِّفٍ مجهولٍ لم يُحَدِّد اسْمَه هو مَصْدَر ما ذَكَرَه عن المُسْلِمِيَّة أَصْحَاب أبي مُسْلِم الخُرَاسَانيّ الذي رُبَّما كان مَصْدَرَ أبي القاسم البَلْخيّ في كتاب "مَحَاسِن خُرَاسَان" أو "عُيُون المَسَائل والجَوَابَات" الذي خَتَم به ما ذكره حَوْل هذه الفِرْقَة.

أَمَّا مَا أَوْرَدَهُ عن مَذَاهِب السُّمَّنيَّة - وهو يَعْني بذلك البُوذِيَّة - فقد نَقَلَهُ من خَطِّ رَجُلٍ من أَهْلِ خُرَاسَان أَلَّفَ "أَخْبَارَ خُرَاسَان في القديم وما آلَت إليه في الحَدِيث"، قال: "وكان هذا الجزء يُشْبِه الدُّسْتُور". وللأسَف فَإِنَّ مَا ذَكَرَهُ عَن مَذَاهِبهم يَنْتَهِي في نُسْخَةِ الأصْل بوَقْفَة قلمٍ ولم يَسْتَكْمل النَّقْل [٤٢٢:٢].

وتَعَرَّفَ النَّديمُ على مَذَاهِب الهِنْد من "كِتابٍ فيه مِلَلُ الهِنْد وأَدْيَانُها" كُتِبَ يوم الجُمُعَة لثلاثٍ خَلَوْن من المحرَّم سَنة تسعٍ وأَرْبَعِين ومائتين رآه بخَطِّ يَعْقُوب بن إسْحَاقَ الكِنْدِيّ، ولا يَدْري الحكاية التي فيه لمن هي [٤٢٣:٢ - ٤٢٥]، ثم أكَّدَ ما ذَكَرَهُ بما حَدَّثَه به مَنْ شَاهَد المَوَاضِع المَذْكُورَة في الكِتاب الذي بخطّ الكِنْدِيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>