في النُّسْخَة التي بخَطِّ المُصَنِّف أو ذَهَبَ عن ذكري" [معجم الأدباء ٣١٧:١٦ - ٣١٨]، ويَقُولُ كذلك في ترجمة الأخْفَش الصَّغِير، عليّ بن سُلَيْمَان [٢٤٧:١٣]: "ووَجَدْتُ في كِتَابِ "فِهْرِسْت" ابن النَّديم بخَطِّ مُؤلِّفه - وذكر الأخْفَش هذا - فقال: له من التَّصَانِيف" وذكر له ثَلاثَة كُتُبٍ، بينما بَيَّضَ نَاسِخُ نُسْخَةِ الأَصْلِ لها! [فيما يلي ٢٥٤:١]. وجَاءَت جَميعُ إِشَارَاتِهِ المُتَعَدِّدَة إلى كِتَابِ "الفِهْرِسْت" في سائِر كِتَابِه بَعْدَ ذلك دون تَحديد النُّسْخَة التي نَقَلَ منها أو بالإِشَارَة إلى الزِّيَادَات التي عَمِلَها الوَزيرٌ أبو القاسم الحُسَيْنُ بن عليّ المَغْرِبيّ، المتوفَّى سنة ٤١٨ هـ/ ١٠٢٧ م، مثل قَوْلِه في ترجمة محمد بن جَعْفَر بن محمد بن هَارُون: "ونَقَلْتُ من زِيَادَات الوَزِير المَغْربيّ في "فِهْرِست" ابن النَّديم" [معجم الأدباء ١٠٤:١٨ (غير مَوْجُودَة في نُسْخَة ب)، وكذلك:٢: ٢٣٨، ٣: ٢٥٧، ١٢: ٦٦].
وجَاءَت إشارَةُ ياقوت الحَمَويّ إلى "زِيَادَات الوَزِير المغربِيّ في "فِهْرِسْت" ابن النَّديم"، وعلى الأخَصِّ إِشَارَتُه الوَاضِحَة إِلى نُسْخَة "كِتَابِ الفِهْرِسْت الذي تَمَّمَهُ الوزيرٌ الكاملُ أبو القاسِم المغربيّ" لتُفَسِّرَ لنا سَبَبَ وُجُودِ تَوَارِيخ لاحِقَة على سَنَةِ تأليف الكِتَاب في النَّشْرَة التي أخْرَجَها جوستاف فليجل في سنة ١٨٧٢ - ١٨٧١ م، أو وُجُود أَسْمَاء مُؤَلّفين وعَنَاوين كُتُبٍ لم تَرِدْ في النُّسْخَة المَنْقُولَة من دُسْتُورِ المُؤلِّف الذي كَتَبَهُ بخَطِّه. فقد اعْتَمَدَ فليجل في نَشْرَته، فيما يَخُصّ المَقَالَات الأرْبَعَ الأُولى من الكِتَاب، على نُسْخَةِ المكتبة الوَطَنِيَّة الفِرِنْسِيَّة رقم ٤٤٥٧. Bn ar والتي أطْلَقَ عليها "نُسْخَة باريس القديمة". وهي نُسْخَةٌ تَتَّفِقُ تَمَامًا مع النُّقُول التي نَقَلَها يَاقُوتٌ وابنُ خَلِّكان من "الفِهْرِسْت" ولا تُوجَدُ في النُّسْحَة المَنْقولة من دُسْتُورِ المُؤَلِّف، وهي - دون شَكّ - زِيادَاتُ الوَزِير المَغْرِبيّ التي تَمَّمَ بها بعضَ البَيَاضَات التي تَرَكَها النَّدِيمُ في دُسْتُورِه أَو أَسْمَاء اسْتَدْرَكَها عليه. والدَّليلُ على ذلك هو أنَّ نُقُولَ مُعَاصِرِه القِفْطيّ للتَّرَاجِم نفسها في كِتَاب "إِنْبَاه الرُّواة" عن كِتَاب "الفِهْرِسْت"، خَلَت من هذه الزِّيادَات وتَتَّفِقُ تمامًا مع نَصٍّ