للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى لِحَاء التَّوْز، فجَعَلَها في جَانِبٍ ذلك البَيْت لتَبْقَى للنَّاسِ بعد احْتِبَاسِ هذا الحَدَث. وأنَّه كان فيها كِتَابٌ مَنْسُوبٌ إلى بعض الحُكَمَاء المتُقَدِّمِين فيه سُنُون وأَدْوَار مَعْلُومَة لاسْتِخْرَاج أَوْسَاطِ الكَوَاكِب وعِلَلِ حَرَكَاتِها، وأَنَّ أَهْلَ زَمَانِ طَهْمُورَث وسَائر من تَقَدَّمَهُم من الفُرْس كانوا يُسَمُّونَها أَدْوَار الهَزَارَات. وأَنَّ أكثر <عُلَمَاء> (الهِنْد ومُلُوكِها الذين كانُوا على وَجْهِ الْأَرْضِ ومُلُوكِ <الفُرْس>) (a) الأوَّلِين وقُدَمَاء الكَلْدَانِيين - وهم سَكَّانُ الأحْوِيَة من أَهْلِ بَابِل فِي الزَّمَانِ الأوَّل - إنَّما كانوا يَسْتَخْرِجُونَ أَوْسَاطَ الكَوَاكِب السَّبْعَة من هذه السِّنين والأدْوَار. وأنَّه إنَّما أَرَّخُوه من بين الزِّيجَات التي كانت في زَمَانِه، لأنَّه وَسَائِرَ مَنْ كان في ذلك الزَّمَان وَجَدُوهُ أَصْوَبَها كلَّها عند الامْتِحَان وأَشَدَّهَا اخْتِصَارًا (b)، فَاسْتَخْرَجَ منها المُنَجِّمُون في ذلك الزَّمَانِ زِيجًا سَمَّوه "زيج الشَّهْرَيَار (c)" ومَعْنَاهُ "مَلِك الزِّيجات" (١). هذا آخِرُ لَفْظِ أبي مَعْشَر.

قال محمَّد بن إسْحَاق: خَبَّرَنِي الثِّقَةُ أَنَّهُ انْهَارَ في سَنَة خَمْسِين وثلاث مائة من سِنِي الهِجْرَة أَزَجٌ آخر لم يُعْرَفُ مَكانُه، لأنَّه قُدِّرَ في سَطْحِه أَنَّه مُصْمَتٌ، إلى أنِ انْهَارَ وانْكَشَفَ عن هذه الكُتُب الكَثِيرَة التي لا يَهْتَدي أحَدٌ إلى قِراءَتِها. والذي رَأَيْتُ أنا بالمُشَاهَدَة أنَّ أبا الفَضْل بن العَمِيد أنْفَذَ إِلى هَا هُنَا - فِي سَنَةٍ نَيِّفٍ وأَرْبَعِين - كُتُبًا مُتَقَطِّعةً أُصِيبَت بأصْبَهَان في سُورِ المَدِينَة في صَنَاديق - وكانت باليُونَانِية -


(a) إضافة من حمزة الأصبهاني.
(b) ليدن: اختيارًا.
(c) الأصل: الشهرزاد، والتصويب من: ليدن وحمزة الأضبهاني، ومما يلي ١٥٠ حيث يذكر نقل علي بن زياد التميمي لـ "زيج الشَّهْرَيار" من الفارسي إلى العربي.