للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٤٣٤ - قالت امرأة: يا رسول الله! إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال: "المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبي زور".

قلت: رواه البخاري في النكاح ومسلم في اللباس وأبو داود في الأدب والنسائي في عشرة النساء من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق. (١)

ومعنى الحديث: المتكثّر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم، كما يذم من لبس ثوبي زور. قال أبو عبيد وغيره: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده ليظهر للناس بأنه أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء، وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له، وقيل هو من يلبس قميصًا واحدًا ويصل بكميه كمين، فيظهران عليه قميصين.

وحكى الخطابي (٢) قولًا آخر: أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه كالكاذب القائل ما لم يكن، وقيل: هو الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. (٣)

٢٤٣٥ - آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه، وكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة تسعًا وعشرين ليلة، ثم نزل، فقالوا يا رسول الله! آليت شهرًا؟ فقال: "إن الشهر يكون تسعًا وعشرين".

قلت: رواه البخاري في النذور وفي غيره من حديث أنس. (٤)


(١) أخرجه البخاري (٥٢١٩)، ومسلم (٢١٣٠)، وأبو داود (٤٩٩٧)، والنسائي في الكبرى (٨٩٢٠).
(٢) أعلام الحديث (٣/ ٢٠٢١ - ٢٠٢٢)، ونقله كذلك ابن حجر عن الخطابي في الفتح (٩/ ٣١٨).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (١٤/ ١٥٧ - ١٥٨).
(٤) أخرجه البخاري (٥٢٠١).