للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقال: آلى يولي إيلاء والاسم: الألية ومعناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف لا يدخل عليهن، وإنما عداه ممن حملًا على المعنى وهو الامتناع.

قوله: وكانت انفكت رجله، قال ابن الأثير (١): الانفكاك ضرب من الوهن والخلع، وهو أن ينفك بعض أجزائها عن بعض، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب فرسًا فسقط فانفكت رجله - صلى الله عليه وسلم -، قوله: فأقام في مشربة، المشربة: بالضم والفتح، الغرفة، والمشربة: بفتح الراء من غير ضم الموضع الذي يشرب منه كالمشرعة.

٢٤٣٦ - قال جابر: عزلهن شهرًا أو تسعًا وعشرين، ثم نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} إلى قوله: {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}، فبدأ بعائشة وقال: "يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرًا، أحب أن لا تعجلي فيه، حتى تستشيري أبويك"، قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟ أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: "لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا".

قلت: رواه مسلم في النكاح (٢) من حديث جابر بن عبد الله، ولم يخرج البخاري من هذا الحديث، إلا ذكر التخيير فإنه أخرجه عن عائشة وغيرها.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: فلا عليك أن لا تعجل، إنما قال لها هذا شفقة عليها، وعلى أبويها ونصيحة لهم في مقامها عنده - صلى الله عليه وسلم -، فإنه خاف أن يحملها صغر سنها وقلة تجاربها على اختيار الفراق، فيجب فراقها، وفي هذا الحديث منقبة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها ثم لسائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.


(١) النهاية لابن الأثير (٣/ ٤٦٦).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٧٨).