للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القولين ليس هو من جهينة، لكن لما وجد بأرضهم مقيمًا بها جعله منهم، وأما كونه - صلى الله عليه وسلم - لم يوجب على أسامة قصاصًا، ولا دية، ولا كفارة، فقد يستدل به لإسقاط الجميع، قال النووي (١): لكن الكفارة واجبة، والقصاص ساقط للشبهة، لأنه ظنه كافرًا، وفي وجوب الدية قولان للشافعي، ويجاب عن عدم ذكر الكفارة بأنها ليست على الفور، بل هي على التراخي، وتأخير البيان إلى وقت الحاجة جائز على المذهب الصحيح عند أهل الأصول، وأما الدية على قول من أوجبها، فيحتمل أن أسامة كان في ذلك الوقت معسرًا بها، فأخرت إلى يساره.

٢٦٠٣ - ورواه جندب البجلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة"، قاله مرارًا.

قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث جندب بن عبد الله البجلي ولم يخرجه البخاري. (٢)

٢٦٠٤ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين خريفًا".

قلت: رواه البخاري في الجزية وهو أيضًا وابن ماجه في الديات من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه (٣) ولم يقل البخاري في الموضعين إلا: أربعين عامًا، وكذلك ابن ماجه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل معاهدًا" قال ابن الأثير (٤): يجوز أن تقرأ بكسر الهاء وفتحها، على الفاعل والمفعول، والأشهر في الحديث الفتح، والمعاهد: من كان بينك وبينه


(١) انظر المنهاج (٢/ ١٤٠ - ١٤١).
(٢) أخرجه مسلم (٩٧).
(٣) أخرجه البخاري (٣١٦٦)، وابن ماجه (٢٦٨٦).
(٤) النهاية (٣/ ٢٩٣).