للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد تطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة.

قوله: لم يرح رائحة الجنة، قال الزمخشري (١): فيه ثلاث لغات راح يريح كباع يبيع، وراح يراح كخاف يخاف، وأراح يريح، إذا وجد الرائحة، فقد جاءت الرواية بهن جميعًا، وعبر الريح ولو كقولهم أراح ورويحه، ومعناه لم يشم رائحة الجنة. قوله - صلى الله عليه وسلم -: خريفًا أي عامًا.

٢٦٠٥ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "من تردّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تَحَسّى سُمًا فقتل نفسه فسمه في يده، يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا".

قلت: رواه الجماعة من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة البخاري في أواخر الطب ومسلم في الإيمان وأبو داود والترمذي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب، لكن أبو داود مختصرًا والنسائي في الجنائز. (٢)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: من تردّى من جبل، التردي في الأصل التعرض للهلاك من الردى، وهو الهلاك وشاع في التدهور لإفضائه إلى الهلاك.

والتحسي: أي يشرب على مهل، يتجرعه تجرعًا. ويجأ بها: بالجيم والهمزة ويجوز تسهيله بقلب الهمزة ألفًا ومعناه: يطعن، والمراد من الذين حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم بالخلود الذين يستحلون تلك الأفعال.

٢٦٠٦ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الذي يخنق نفسه، يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها


(١) الفائق للزمخشري (٢/ ٨٩).
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وأبو داود (٣٨٧٢)، والنسائي (٤/ ٦٦)، والترمذي (٢٠٤٣) (٢٠٤٤)، وابن ماجه (٣٤٦٠).