للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مرسلًا، وقال: وهذا أصح وذكر أن أكثر أصحاب إسماعيل يعني ابن خالد لم يذكروا فيه جريرًا، وذكر عن البخاري أنه قال: الصحيح مرسل ولم يخرجه النسائي إلا مرسلًا.

قوله: فأمر لهم بنصف العقل، أي بنصف الدية، قيل: إنما لم يكمل لهم الدية لأنهم أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين أظهر المشركين فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تتراءى ناراهما، قال الهروي (١): معناه لا ينزل المسلم بالموضع الذي ترائى ناره المشرك إذا أوقد، ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم، كأنه كره النزول في جوار المشركين؛ لأنه لا عهد لهم ولا أمان.

وقال في الفائق (٢): معناه أنه يجب أن يباعد منزله من منزل الكافر بحيث إذا أوقدت فيهما ناران لم تَلُح إحداهما للأخرى، وإسناد الترائي إلى النارين مجاز، كقولهم: دور بني فلان تتناظر، والترائي: تفاعل من الرُّؤية، ومن هذا قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ}.

٢٦٨٧ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان قيّد الفتك، لا يفتِك مؤمن".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد (٣) من حديث أبي هريرة، وسنده جيد، ليس فيه إلا أسباط بن بكر الهمداني، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وقد أخرج لهما مسلم.

والفتك: أن يأتي الرجل الآخر وهو غافل غار، والمعنى: أن الإيمان يمنع من الفتك كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا.


= (٤٨٣)، والبيهقي (٨/ ١٣١)، و (٩/ ١٤٢)، وضعيف الترمذي (٢٧٣).
(١) انظر: الغريبين للهروي (٢/ ٣٧٤).
(٢) انظر الفائق للزمخشري (٢/ ٢١).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٧٦٩). فيه أسباط الهمداني أبو نصر، صدوق كثير الخطأ يُغرب، التقريب (٣٢٣)، وإسماعيل السُّدي أبو محمَّد الكوفي، صدوق يهم، ورُمي بالتشيع، انظر التقريب (٤٦٧).