للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٩ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحابٌ يأخذون بسنّته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلُف من بعدهم خُلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حَبّة خَرْدل".

قلت: رواه مسلم في (١) الإيمان من حديث ابن مسعود ولم يخرجه البخاري.

والحواري: الناصر، وقد اختلف في الحواريين المذكورين فقال الأزهري (٢) وغيره: هم أصفياء الأنبياء من خلص لهم الذين نُقُّوا من كل عيب، وقيل: هم أنصارهم، وقيل: المجاهدودن، وقيل: الذين يَصلُحون للخلافة بعدهم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ثم إنها تخلف من بعدهم خُلوف: الضمير في إنها هو ضمير الشأن والقصة، ومعنى تخلف: تحدث وهو بضم اللام، وأما الخُلوف: فبضم الخاء هو جمع خَلْف بإسكان اللام وهو الخالف بشَرٍّ، وأما بفتح اللام: فهو الخالف بخير هذا هو الأشهر وجوز بعضهم في كل واحد منهما الفتح والإسكان.

١٢٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك".

قلت: رواه الشيخان البخاري في باب علامات النبوة ومسلم في الجهاد كلاهما من حديث معاوية يرفعه. (٣)

١٢١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة".


(١) أخرجه مسلم (٨٠).
(٢) انظر تهذيب اللغة (٥/ ٢٢٩).
(٣) أخرجه البخاري في المناقب (٣٦٤١)، وفي التوحيد (٧٤٦٠)، ومسلم (١٠٣٧).