للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال القرطبي في شرح مسلم (١): "من ورائه" أي: أمامه، ووراء: من الأضداد.

قال تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} يعني أمامهم، والأصل أن كل ما توارى عنك أي غاب فهو أمام، والمعنى: أن يقاتل أمام الإِمام ولا يترك يباشر القتال بنفسه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن قال بغيره وإن عليه منه"، قال القرطبي (٢): و"من" هذه للتبعيض لأنه لا يختص هو بالإثم بل المُنفذ لذلك الجور يكون عليه أيضًا حظه من الإثم، والرَّاضي به، فالكل يشتركون في الإثم غير أن الإِمام أكثرهم حظًّا منه.

٢٧٧١ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أُمِرَّ عليكم عبدٌ مُجدَّع، يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا".

قلت: رواه مسلم في المغازي من حديث أم الحصين ترفعه. (٣) ولم يخرج البخاري في كتابه عن أم الحصين في هذا شيئًا.

ومَجدَّع: أي: مقطوع الأطراف، والمراد: أخس العبيد أي اسمع وأطع للأمير وإن وإن دنِيّ النسب، حتى لو كان عبدًا أسود مقطوع الأطراف، فطاعته واجبة.

ويتصور ولاية العبد إذا ولاه بعض الأئمة أو تقلب على البلاد، ولا يجوز عقد الولاية له مع الاختيار لأن شرطها الحرية.

٢٧٧٢ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "اسمعوا وأطيعوا، وإن أُستعملَ عليكم عبد حبشي، كأن رأسه ذبيبة".

قلت: رواه البخاري في الأحكام من حديث أنس بن مالك، ولم يخرج مسلم عن أنس في هذا شيئًا. (٤)


(١) انظر المفهم (٤/ ٢٦).
(٢) المصدر السابق (٤/ ٢٧).
(٣) أخرجه مسلم (١٢٩٨).
(٤) أخرجه البخاري (٧١٤٢).